نص البيان الأميركي-التونسي المشترك عن الشراكة الاستراتيجية

البيت الأبيض
مكتب السكرتير الصحفي

أكّد الرئيس أوباما ورئيس الوزراء جمعة، في اجتماعهما اليوم في البيت الأبيض، مجدّدًا الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وتونس. وناقش الزعيمان التقدم التاريخي الذي أحرزته تونس، فيما عمل زعماؤها السياسيون وقادة المجتمع المدني سوية لتعزيز التحوّل الديمقراطي في الجمهورية التونسية، وتأمين مستقبل لتونس ملؤه الأمان والسلام والرخاء. كما شدّد الزعيمان على التزامهما بدفع عجلة المصالح المشتركة لبلديهما في مغرب عربي، وأفريقيا، وشرق أوسط ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء، وبتوطيد الصداقة القوية بين شعبي الولايات المتحدة وتونس.

دعم التحوّل الديمقراطي التاريخي للجمهورية التونسية

أطلع رئيس الوزراء جمعة الرئيس أوباما على أحدث التطورات في انتقال تونس إلى الديمقراطية، بما في ذلك إنجاز الدستور التونسي الجديد يوم 26 كانون الثاني/يناير، 2014 الذي يكفل المساواة بين النساء والرجال. ونوّه أيضًا بتأسيس اللجنة الانتخابية المستقلة، والتقدم الذي أحرزته الجمعية التأسيسية الوطنية تجاه استكمال قانون الانتخابات. وأكد رئيس الوزراء جمعة مجدّدًا عزم الحكومة التونسية على توفير كل الدعم الضروري للتيقن من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وشفّافة قبل نهاية العام 2014. وأشاد الرئيس بالحلول الوسط التي توصلت إليها جميع الأحزاب السياسية التونسية لتحقيق التقدم الديمقراطي للبلاد، وخطّ مسار نحو الانتخابات في وقت لاحق من هذه السنة. كما امتدح مساعي تونس لتعزيز الديمقراطية فيها عن طريق سنّ دستور تقدمي يصون حقوق جميع المواطنين. ورحب الرئيس بالجهود التونسية لإجراء الانتخابات هذه السنة، منوّهًا باستعداد الولايات المتحدة لتوفير مساعدة إضافية للعملية الانتخابية، والمشاركة في وفد المراقبين الدوليين للانتخابات. ومنذ أن بدأت الثورة قبل ثلاث سنوات، وتونس تقدّم نموذجًا يحتذى به في المنطقة وما بعدها.

دفع التعاون الاقتصادي والتنمية قدمًا والنهوض بهما

شدّد الزعيمان على أن الولايات المتحدة وتونس حريصتان على العمل معًا في سبيل تعزيز التنمية الاقتصادية وتشجيع فرص الأعمال في تونس. وأطلع رئيس الوزراء الرئيس بإيجاز على الخطوات التي تعتمدها حكومته لتطبيق الإصلاحات الاقتصادية، والتماشي مع برنامجها الذي وضعه صندوق النقد الدولي، وتحسين فرص تونس لتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأجل. ولمجابهة التحديات التي تواجه تونس في الأمد القصير، ولدعم برنامج العمل الإصلاحي لرئيس الوزراء، أعلن الرئيس (أوباما) عن عزم حكومته على تقديم ضمانة قروض ثانية بقيمة 500 مليون دولار لتيسير وصول تونس لأسواق الرساميل الدولية.

وتسعى الولايات المتحدة وتونس لتوسيع وتعميق التبادل التجاري وعلاقات الأعمال بينهما. ولهذا الهدف سيجتمع مجلس الاتفاقية الثنائية لإطار التجارة والاستثمار المرة القادمة يوم 16 حزيران/يونيو، 2014 في تونس. ويعتزم المجلس المذكور معالجة مسائل محددة تهدف إلى تسهيل التجارة والاستثمار، بما في ذلك مجالات الوصول إلى رؤوس الأموال، وريادة الأعمال، وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والملكية الفكرية. كما يتوقع المجلس أن يستكشف أفكارًا إضافية لتوطيد العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية ولتحرير تبادل البضائع والخدمات.

وستقوم الولايات المتحدة وتونس، إيمانًا منهما بالدور المحوري للقطاع الخاص في توليد النمو الاقتصادي، بتنظيم مؤتمر أميركي-مغاربي لريادة الأعمال في تونس في خريف هذا العام بحضور وفد أميركي رفيع المستوى من الحكومة وقطاع الأعمال.

التعاون التعليمي والثقافي

التزامًا بأهمية الروابط بين أبناء شعبي الولايات المتحدة وتونس وبدور التعليم في تحريك التنمية طويلة الأجل قدمًا، قدمت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار عن طريق برنامج طوماس جيفرسون للمنح الدراسية دعما للطلبة التونسيين. وقد طلبت الحكومة الأميركية من الكونغرس تخصيص مبلغ 10 ملايين دولار إضافي لتوسيع هذه الفرص لتشمل تونسيين آخرين يستحقون تلك المنح. وهذا المجهود يضيف إلى التاريخ الطويل القائم في مجال التبادل التربوي بموجب برنامج فولبرايت الأميركي-التونسي وسواه من برامج التبادل الثقافي. وتعهد الزعيمان بتمتين الروابط وزيادة التفاهم بين الشباب الأميركي والتونسي وتوسيع البرامج الحالية للربط الجامعي.

وتشدد الحكومتان الأميركية والتونسية على الرغبة المشتركة لديهما في تعزيز تعاونهما بالتفاوض حول، وعقد، اتفاقية جديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا. وشدد الجانبان على المزايا الاقتصادية والتربوية والتجارية لتوسيع التعاون العلمي والتكنولوجي. كما أشاد الرئيس برئيس الوزراء للدعم الذي عبر عنه لمشاركة تونس في ما يعرف بـ”مبادرة كريستوفر ستيفنز للتبادل الافتراضي” ولتكريسه للقيم التي تسعى المبادرة لإشاعتها من خلال ربط شبيبة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جميع الأعمار بشبيبة في الولايات المتحدة بواسطة التبادل الافتراضي.

التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب

إن الولايات المتحدة وتونس لديهما مصلحة مشتركة في زيادة التعاون الأمني لمواجهة التهديدات المشتركة في تونس وعبر المنطقة. فقد التزم الزعيمان بدفع وتعزيز الاتصالات الثنائية المتنامية بين حكومتينا في ما يتعلق بالتعاون في مجالي الأمن والدفاع، وبرامج مكافحة الإرهاب، والمساعدات الأمنية. وهما يتطلعان إلى استمرار التقدم في هذه المجالات في اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة الذي سيُعقد في تونس في أيار/مايو من العام 2014 .

إن توسيع نطاق التعاون في المسائل القانونية يمثل أولوية بالنسبة لكلا البلدين للمساعدة في تحقيق أهداف أمننا ومكافحة الجريمة العابرة للحدود. وأشار الزعيمان إلى التقدم المحرز في المفاوضات الجارية بشأن معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة، وهما ملتزمان بوضع اللمسات الأخيرة على المعاهدة في أقرب وقت ممكن.

وأعرب رئيس الوزراء جمعة للرئيس أوباما عن أسف بلاده العميق على هجوم 14 أيلول/سبتمبر ضد السفارة الأميركية ومدرسة تونس التعاونية الأميركية. وصرّح رئيس الوزراء جمعة بأن حكومته تعتزم بذل كل ما في وسعها لحل القضايا العالقة، بما في ذلك تقديم المتورطين في الهجوم إلى العدالة. وأكد رئيس الوزراء الأهمية التي توليها تونس لأمن وسلامة جميع المنشآت الدبلوماسية في تونس، وأكد أن تونس تواصل تقديم كل المساعدات الأمنية المطلوبة لتأمين منشآت حكومة الولايات المتحدة والعاملين الأميركيين.

الختام

وقد اختتم الرئيس أوباما ورئيس الوزراء التونسي اجتماعهما بالتأكيد على التزامهما المشترك بتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وتونس والنهوض بها. وقد رحب الزعيمان بالتقدم المحرز خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي الأميركي التونسي بقيادة نائب وزير الخارجية وليام بيرنز ووزير الخارجية التونسي منجي حمدي بمقر وزارة الخارجية الأميركية يوم 3 نيسان/أبريل. وهما يتطلعان إلى دورة مقبلة من الحوار الاستراتيجي الأميركي التونسي تُعقد في تونس في العام 2015. ويدل اجتماع اليوم بين الزعيمين على عمق واتساع الشراكة والصداقة بين الولايات المتحدة وتونس، وكذلك على التزامنا المشترك بدعم الانتقال الديمقراطي التاريخي في تونس وتعزيز النمو الاقتصادي والأمن فيها.