بيان مشترك بين الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية

Photo of U.S. and Tunisian government officials
بيان مشترك بين الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية

بيان مشترك بين الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية

خلال الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي التونسي الأمريكي المنعقدة اليوم بتونس، أكّد وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجدّدا على الأهمية الإستراتيجية للشراكة بين تونس والولايات المتحدة. وقد تباحثا بشأن برنامج الإصلاح الاقتصادي الرائد لتونس والتزامها بحماية الحريات في مواجهة التهديدات الأمنية المتأتية من التطرف العنيف. كما ثمّن الوزيران الجهود المستمرة والمبذولة من قبل رموز المجتمع المدني لدعم فضاء سياسي آمن في تونس، انطلاقا من عمل رباعي الحوار الوطني، الذي تحصّل مؤخرا على جائزة نوبل للسلام.  

دعم الديمقراطية التونسية

وأعرب الوزيران عن تطلّعهما المشترك إلى توسيع نطاق الشراكات الأمنية والاقتصادية وتلك المتعلقة بالحوكمة بين الولايات المتحدة وتونس. كما أكد المسؤولان على أن دعم مبادئ الشفافية ومحاربة الفساد، وبناء الثقة بين الشعب وقوات الأمن هي أفضل الطرق لتقويض الإرهاب. وتقدّر الولايات المتحدة قرار تونس الانضمام إلى التحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وأن تصبح دولة نموذجا في آلية تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تحت رعاية المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. وأقرّ السيد جون كيري أيضا بأهمّية الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها بتونس في 2016 لبناء ديمقراطية أقوى وأكثر تشاركية ومستقبل أكثر إشراقا من خلال اللامركزية. وأشار الجانبان إلى أن ملتقى المجتمع المدني الذي انتظم يوم أمس قد أثرى الحوار الاستراتيجي وأكد بذلك على الدور الهام لمؤسسات المجتمع المدني في إقامة شراكة مع الحكومة ومساءلتها أيضا حول الإصلاحات الموعودة. وشدد الوزيران على التزامهما المشترك بالعمل من أجل إرساء منطقة آمنة ومتكاملة ومزدهرة عبر الشراكة الودية بين شعبي الولايات المتحدة وتونس.

دفع التعاون الاقتصادي والتنمية

تعلن الولايات المتحدة اليوم عن استعدادها للبدء في اتخاذ خطوات نحو التفاوض بشأن اتفاقية ضمان قرض مع الحكومة التونسية، دعما لقدرة تونس على الصمود في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هذا وقد أحرزت تونس تقدّما ملحوظا في برنامج إصلاحها الاقتصادي وأبدت التزامها المتواصل بمعالجة التحديات الاقتصادية التي تجابهها.

أعلن وزير الخارجية الأمريكي عن برمجة الدورة الافتتاحية للجنة التونسية الأمريكية الاقتصادية المشتركة والتي ستنضاف للحوار الاستراتيجي وللجنة العسكرية المشتركة، وللاتفاق الإطاري للتجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وتونس كمحاور أساسية لتعامل الولايات المتحدة مع تونس.

تجمع الولايات المتحدة بتونس علاقة اقتصادية هامّة تتجلّى من خلال قيمة المبادلات التجارية التي فاقت 1,4 مليار دولار سنة 2014 ودور اللجنة الاقتصادية المشتركة في تحفيز النموّ الاقتصادي. وناقش الجانبان السبل الكفيلة التي ستمكّن اللجنة الاقتصادية المشتركة من تسريع برنامج الإصلاح الاقتصادي لتونس وتحسين قدرتها التنافسية ونموها الإجمالي من خلال مناقشة السياسات وصياغة برامج المساعدة على حد سواء. ويعتزم الطرفان عقد الدورة القادمة للجنة الاقتصادية المشتركة في واشنطن في غضون ربيع 2016 وعقد الاجتماع القادم للمجلس الثنائي للاتفاق الإطاري للتجارة والاستثمار في واشنطن خلال مارس 2016.

وقد سلطت الولايات المتحدة الضوء على العمل المهم الذي يقوم به صندوق تمويل المشاريع التونسي الأمريكي الذي حظي بتمويل أولي قيمته 60 مليون دولار من المساعدات الأمريكية. ويعزز هذا الصندوق بشكل نشط تنمية القطاع الخاص التونسي من خلال الاستثمار في المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي ستسهم في تحقيق النمو الاقتصادى الشامل وتكثّف فرص التشغيل. وقد صرح الوزير الأمريكي أن مشروع “إصلاح قطاع الأعمال والمنافسة” الذي تموله الولايات المتحدة أحدث 6564 وظيفة قارة في القطاع الخاص صلب 100 شركة تونسية. كما ساعد المشروع أيضا على إنشاء شبكة تتكون من 21 مركزا للتطوير الوظيفي سيتمّ تعزيزها بخمسة مراكز أخرى هذا العام.

تعزيز الحوكمة والشراكات

تماشيا مع اهتمام سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي بتوسيع الفرص التعليمية للشباب التونسي، أعلن السيد جون كيري عن تخصيص الولايات المتحدة ما يزيد عن 25 مليون دولار لدعم فرص الشباب التونسي في الدراسة بالولايات المتحدة، وذلك حتى نهاية سنة 2018. وهنأ الوزير الأمريكي تونس على تأهل ما يناهز 400 تونسي للدراسة في الجامعات وكليات المجتمع في الولايات المتحدة من خلال برنامجي المنح الدراسية توماس جيفرسون وفولبرايت تونس تك+ للدارسين التي تمولهما الحكومة الأمريكية. وأطلع السيد جون كيري أيضا على خطط للمضي قدما في إنجاز ثلاثة روابط جامعية جديدة بين الجامعات التونسية وجامعتي كولومبيا وتكساس A&M ومعهد ماستشوتس للتكنولوجيا MIT في مجالات التكنولوجيا العالية والأبحاث الزراعية بالإضافة إلى اثني عشر برنامج ربط جامعي لتعزيز البحث والتبادل التعليمي بين أعضاء هيئات التدريس والمؤسسات التونسية والأمريكية. واتفق الجانبان على مواصلة التعاون في برامج العلوم والتكنولوجيا لتمكين الباحثين الأمريكيين والتونسيين من اكتشاف تقنيات جديدة واعدة ومبتكرة.وقرر الوزيران الشروع في محادثات بخصوص إمكانية التعاون بين تونس والولايات المتحدة في إطار اتفاقية اليونسكو لسنة 1970 بشأن حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة. ويهدف هذا التعاون إلى ردع أعمال التنقيب والاتجار غير المشروعة في تراث تونس الثقافي الغني والفريد من نوعه.

التعاون في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب

شدد الوزيران على مدى اهتمامهما المشترك بدعم الاستقرار في شمال أفريقيا. وأبرز السيد جون كيري أهمية منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما صفة حليف رئيسي غير عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي لتونس، ورحّب بانضمام تونس للتحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. كما أكد الوزير الأمريكي على أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب تونس التي تواجه تهديدا أمنيا خطيرا. 

وتعتبر الولايات المتحدة تونس شريكا محوريا في مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا وخارجها وتثني على جهودها المستمرة في مكافحة الإرهاب. وقد قدمت الولايات المتحدة لتونس منذ سنة 2011 أكثر من 250 مليون دولارا كمساعدات أمنية لمواجهة التهديدات الداخلية والإقليمية. وتعزز هذه المساعدات قدرات المؤسسات التونسية على توفير الأمن لجميع التونسيين على نحو يحترم الحقوق التي اكتسبوها خلال ثورة 2011. كما تحادث الجانبان أيضا بخصوص اتفاقية مساعدة مشتركة في مجال الديوانة من شأنها دعم التعاون بين إداراتي الديوانة بالبلدين في تعزيز الجهود المشتركة لوضع حدّ للجريمة الدولية، والمساعدة على تسهيل التجارة المشروعة والتنقل.

يجمع بين تونس والولايات المتحدة اهتمام مشترك بزيادة التعاون الأمني لمواجهة التهديدات في تونس والمنطقة. وقد برز هذا الاهتمام من خلال حفل التدشين الذي أقيم يوم الخميس الفارط لمشروع تعصير أكاديمية الشرطة. وهو مشروع سينجز في إطار جهد طويل الأمد باعتمادات تقدر بملايين الدولارات بهدف التجديد الكامل للمناهج التدريبية والبنية التحتية الخاصة بقوات الشرطة التونسية وبالحرس الوطني. كما أبلغ الوزير الأمريكي نظيره التونسي أن الولايات المتحدة تسعى لتأمين الموارد اللازمة لتحسين قدرة الحكومة التونسية على ردع وكشف وحظر أسلحة الدمار الشامل والمواد المتصلة بها والتي قد تجتاز المناطق الحدودية الحساسة بين تونس وليبيا.

الختام

اختتم الحوار الإستراتيجي بتعهد الوزيرين ببناء علاقات سياسية وثقافية واقتصادية أكثر متانة بين الولايات المتحدة وتونس. وقد أعرب الجانبان عن تطلعهما لعقد الحوار الإستراتيجي المقبل بين الولايات المتحدة وتونس في واشنطن سنة 2016. لقد سلّط الحوار الإستراتيجي اليوم الضوء على الشراكة العميقة والصداقة المتينة التي تجمع تونس والولايات المتحدة، وخاصة التزام الجانبين بالعمل سويا من أجل  تدعيم مكاسب تحول تونس الديمقراطي التاريخي وبمزيد تعزيز الأمن وتنمية الاقتصاد.