صباح الخير
أستهل كلمتي بتقديم شكري إليكم سيدي وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين على جميل دعوتكم لحضور هذا الحفل ومشاركتكم هذا المشروع.
وأتقدم بالشكر أيضاً إلى والي القيروان السيد منير حمدي على كرم ضيافته في رحاب عاصمة الأغالبة الجليلة.
ويسرني بالمثل، أن أعرب عن امتناني للسيد فوزي محفوظ، المدير العام للمعهد الوطني للتراث ولمدير وموظفي المتحف الوطني للفن الإسلامي برقادة، على شراكتكم معنا في تنفيذ هذا المشروع للرفع من إمكانات حفظ وعرض هذه المخطوطات والقطع الأثرية المبدعة والنفيسة.
تكرس الولايات المتحدة في دعمها لتونس جهود وموارد عديدة. ولا تقتصر هذه المساعي على معاضدتها في خدمة مواطنيها وحفظ أمنهم وأمن من يحل بينهم كل عام من سياح وزوار، بل تتعداها لتشمل تأمين تراثها وحفظه.
إن نمو القطاع السياحي لأمر حيوي لتنمية تونس الاقتصادية، وبعد نجاح البلاد الجليّ في تحسين أمن المواطنين والزائرين، أصبح تنويع هذا القطاع أساسياً لنموه.
كثيرا ما يدور النقاش في الأنظمة الديمقراطية حول حاضر هاته البلدان ومستقبلها. وإن مما يشكل هذا الحوار ويوجهه معرفة هذه الدول بماضيها وفهمها له. وهذا ما يجعل من تراث تونس الثقافي وتاريخها موردا من أهم مواردها، ويجعل منها وجهة سياحية بامتياز.
ندرك أن لمدينة القيروان ومتحف رقادة أثر عظيم على الجهود التي تبذلها تونس للنهوض بالسياحة الثقافية وعلى دفع التنمية الاقتصادية بها.
ونعلم أيضا أن ما تزخر به المدينة ومتحفها من ثقافة وتاريخ يطبع هوية التونسيين ويشكل معارفهم. وهي فضلا عن ذلك جزء مهم من تراث البشرية وتاريخها الجماعي.
لذا نأمل أن الـ 146ألف دولار التي منحناها لاقتناء معدات الحفظ الستة عشر لمتحف رقادة الوطني ستساعد في الحفاظ على هذه المخطوطات وعلى حمايتها وتصنيفها على الوجه الصحيح وعرضها بأمان، ومن ثم يسهل اطّلاع المواطنين والباحثين والسياح عليها.
وإذ ندعم تنمية التراث الثقافي وتنويع السياحة في القيروان، فإننا ندرك كذلك أن لمتساكني هذه الولاية مشاغل أخرى أيضًا، وقد عقدنا على جميع المستويات شراكات مع الحكومة التونسية للمساعدة في معالجتها.
إن القيروان شريك أساسي وقطب جهوي لبرنامج تدعيم TADAEEM الجديد التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والذي يركز على تحسين تقديم الخدمات والتمكين لمسار لامركزي على المدى الطويل.
سيعمل مشروع تدعيم مع المجلس البلدي الجديد ورئيسه لتحسين الخدمات المسداة للمواطنين – كجمع القمامة وتعبيد الطرقات – في مدينة القيروان وفي بلديات أخرى بالولاية كبوحجلة والشبيكة والعلا والوسلاتية وحفوز.
تدعم الولايات المتحدة القيروان وتونس ككل وامتنانها موصول لإسهاماتها في التراث الإنساني المشترك. أشكركم من جديد على تفضلكم باستضافتي بينكم اليوم.
ستعود السفارة الأمريكية بالتأكيد إلى القيروان مرة أخرى في المستقبل القريب دعما لمبادرات تدفع بأهداف تنموية وديمقراطية في تونس – وهي أهداف تجمع بين بلدينا.