اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر لكلّ من استضافنا، الطائفة اليهودية في جربة، جيرانهم المسلمين، وحكومة تونس وشعبها، على تنظيمهم لهذا الحجّ. إنّ احتفال لاك باعومر لحظة خاصّة جدّا لجميع من يحضرها. وإنّه لمن دواعي سروري أن أنضمّ للسيّد أيرا فورمان المبعوث الخاص والسيّدة كاثلين هانسون القائمة بالأعمال لحضور حجّ هذا العام.
يجلب هذا الحجّ إلى تونس يهودا من مختلف أنحاء العالم ويواصل تقليدا ضاربا في الزمن في أقدم كنيس في شمال أفريقيا. إنّ التحدّيات التي تواجهها الأقليات الدينية في جميع أنحاء العالم لهائلة. ومع ذلك، تبرز الطائفة اليهودية بجربة كمثال هامّ لأقليّة دينية حافظت بنجاح على ثقافتها وممارساتها الدينية رغم هذه التحدّيات. مثيلات هذه النماذج الإيجابية تعدّ على الأصابع في عالمنا اليوم.
إنّ الطريقة التي تعامل بها تونس مواطنيها اليهود وأقليّاتها الدينية تعدّ قدوة إيجابية بليغة لبقية العالم. وإنّي أتطلّع إلى معرفة المزيد عن هذا المجتمع المحلّي.
إنّ احترام الحرّية الدينية والتنوّع الديني قيمة أمريكية جوهرية يرتكز عليها نظامنا الديمقراطي منذ نشوئه. ولقد عملت الولايات المتّحدة بجدّ ولا زالت لدعم الأقلّيات الدينية. فقد قال وزير الخارجية كيري مؤخرا ” نعتقد أنّ حماية الأقلّيات الدينية والعرقية اختبار أساسي ليس فقط لقياديّينا، بل للحضارة عينها.” كما أكّد أيضا أنّه ” يجب أن تتمتّع الأقلّيات الدينية بالحقوق ذاتها التي تتمتّع بها الأغلبية.” وبصفتي أوّل مستشار خاص لوزارة الخارجية مكلّف بالأقليات الدينية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا، تتمثّل مسؤوليتي في التركيز على السبل السانحة للولايات المتحدة في تعزيز حماية الأقلّيات الدينية وقيمة التنوّع الديني في هذه الأرجاء.
ونحن نقدّر للحكومة التونسية التزامها بحماية هذا المجتمع المحلّي، المقيم البلاد منذ أكثر من 2500 سنة. إنّ التحديات التي تواجهها تونس هائلة، و مع ذلك ماانفكّت حكومتها تسمح للطائفة اليهودية بحرّية العبادة وبتسيير المدارس الدينية الخاصة. كما تستحق الحكومة كلّ التقدير لتأمينها للمعابد، ومنحها الإعانات من أجل ترميم الأراضي والممتلكات المجتمعية، وصيانتها للمقبرة اليهودية في تونس.
مرّة أخرى، أزور جربة وتونس ببالغ السرور فقد فاق ترحيب الشعب التونسي وكرم ضيافته الأسطوري أعلى توقّعاتي.