إيجاز خاص عبر الهاتف مع ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى

وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب دبي الإعلامي الإقليمي
للنشر الفوري
إيجاز خاص عبر الهاتف
ديفيد شينكر
مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى

22 تشرين الأول/أكتوبر 2020

المنسق: شكرا لكم. تحياتي للجميع من مكتب دبي الإعلامي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين المتصلين من الشرق الأوسط ومن جميع أنحاء العالم لهذا الإيجاز المسجّل مع ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. سيبدأ مساعد الوزير شينكر بتصريحات موجزة حول الحوارات الاستراتيجية الأمريكية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ويقدم قراءة عن رحلته إلى لبنان والمغرب، ثم يجيب على أسئلتكم.

يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية لهذا الإيجاز باللغة العربية. نطلب من الجميع وضع ذلك في الاعتبار والتحدث ببطء.

والآن سأعطي المجال لمساعد وزير الخارجية شينكر لتصريحاته الافتتاحية. سيدي، الكلمة لك.

مساعد وزير الخارجية شينكر: شكرا لك يا سام. مساء الخير جميعا. إنه لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم اليوم. لقد مر أكثر من شهر على مكالمتنا الأخيرة مع مكتب دبي، ويا له من شهر حافل بالأحداث.

ومنذ مكالمتنا تلك، انضمت البحرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات ابراهيم، تلاها التوقيع التاريخي على إعلان اتفاقيات إبراهيم في البيت الأبيض. كما أجرينا أيضًا ثلاثة حوارات استراتيجية مع حلفائنا في الخليج خلال تلك الفترة، مستفيدين من الديناميكيات المتغيرة في المنطقة. أجرينا الشهر الماضي حوارًا استراتيجيًا مع قطر، وفي الأسبوع الماضي، في 14 تشرين الأول/أكتوبر، عقدنا أول حوار استراتيجي مع المملكة العربية السعودية منذ عام 2006. ويوم الثلاثاء الماضي، 20 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقنا الحوار الاستراتيجي الأول مع الإمارات العربية المتحدة.

بينما كانت لدينا دائما علاقات قوية ومثمرة ومنذ فترة طويلة في منطقة الخليج، فإن هذه الحوارات الاستراتيجية جاءت كتعميق لعلاقاتنا والتزاماتنا بالأمن والازدهار. كان الحوار مع السعودية، على سبيل المثال، بمثابة مرحلة جديدة، وقد منحَنا الفرصة لتقييم ما كنا عليه وأين نحن الآن وإلى أين سنتّجه في علاقتنا.

كما تعلمون، يصادف هذا العام ذكرى مرور 75 عامًا على الاجتماع المؤثر بين الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز على متن السفينة يو إس إس كوينسي، وهو اللقاء الذي أرسى أساس علاقتنا الثنائية الحديثة. واليوم لدينا ما يقرب من 40 مليار دولار في التجارة الثنائية سنويًا، وهو يدعم ما يقرب من 165000 وظيفة أمريكية. ولا تقتصر علاقتنا فقط على التعاون المهم في مكافحة الإرهاب وهزيمة داعش ومواجهة نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، بل تمتدّ إلى وجود 37000 طالب سعودي مسجلين في الجامعات الأمريكية، وهذه رابع أعلى نسبة من جميع أنحاء العالم.

إذا نظرنا إلى علاقاتنا المستقبلية في العقود القادمة، فإننا سنعمل من خلال هذا الحوار على تعزيز مجالات التعاون التقليدية مثل الدفاع والأمن والطاقة والتجارة، ولكننا سنساعد أيضًا المملكة العربية السعودية على تحقيق أهداف رؤية 2030 لتحويل مجتمعها وتنويع اقتصادها. وسنواصل إشراك المملكة العربية السعودية في دفع إصلاحات حقوق الإنسان، بما في ذلك دمج المرأة في أهدافها الاقتصادية وتمكين الشباب. كما أننا أثرنا على وجه التحديد قضايا المواطنين الأمريكيين في المملكة العربية السعودية.

وفي إطار بناء مستقبل العلاقة بين البلدين، أعلن الوزير بومبيو أن الاستعدادات جارية للحصول على موقع لسفارة جديدة في الرياض، ستمثّل إلى جانب القنصليتين الجديدتين في جدّة والظهران استثمارًا يزيد عن مليار دولار. وقد تم اختيار الموقع الذي تبلغ مساحته 26 فدانًا وموعد الانتهاء المستهدف للسفارة الجديدة سيكون 2026.

أما حوارنا الاستراتيجي مع الإمارات فكان في الواقع صيغة جديدة أطلقها وزير الخارجية بومبيو ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان هذا الأسبوع. يعتزم هذا الحوار تقديم إطار شامل لسلسلة متواصلة من المشاركات في ثمانية مجالات: صنع السياسات؛ الدفاع والأمن؛ تطبيق القانون؛ المخابرات ومكافحة الإرهاب؛ الاقتصاد والطاقة والتجارة؛ الثقافة والتعليم؛ برامج الفضاء؛ وحقوق الإنسان. لقد ذكرتُ للتوّ كيف تعمقت علاقاتنا الخليجية، وأعتقد أن هذا الإطار الذي نبنيه مع الإمارات العربية المتحدة يدلّ على تزايد هذا العمق.

وكما هو الحال في حوارنا الاستراتيجي مع المملكة العربية السعودية، فإننا لا نبني فقط على مجالات المشاركة التقليدية مثل الدفاع والأمن والتعاون في مكافحة الإرهاب والتبادلات التعليمية والثقافية، بل نتوسّع في مجالات جديدة من التعاون. خذوا على سبيل المثال تعاوننا في برامج الفضاء. في العامين الماضيين، عملنا مع الإمارات العربية المتحدة ووكالة ناسا لتوسيع التعاون في استكشاف الفضاء والبحوث المتعلقة بالفضاء. والآن ستكون شراكتنا في أنشطة الفضاء الخارجي سمة مشتركة لحوارنا الثنائي. في الحقيقة، فإن الإمارات انضمت الأسبوع الماضي إلى ست دول أخرى والولايات المتحدة للتوقيع على اتفاقيات أرتميس، وهي مبادرة للدول المتشابهة للعمل على استكشاف امتداد الأنشطة البشرية إلى القمر ومنه إلى المريخ. الفرص كثيرة للغاية، ولا يمكن احتواؤها في كوكب واحد فقط.

من المهم أيضًا ملاحظة أننا نعطي حقوق الإنسان مكانة بارزة في حوارنا وسنجري سلسلة من المبادرات من أجل مكافحة الاتجار بالبشر، ودعم الحرية الدينية، والتركيز على حقوق النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، والعمال. وقد أظهرت اتفاقيات ابراهيم القدرة على إطلاق إمكانيات دبلوماسية وشراكات جديدة عبر المنطقة. وبالمثل، فإن هذه الحوارات الاستراتيجية مع حلفائنا الخليجيين تهدف إلى أن تفعل الشيء نفسه من خلال فتح إمكانيات جديدة على المستوى الثنائي.

لقد عدت في الأسبوع الماضي مرّة أخرى إلى لبنان وزرت المغرب ولندن. في لبنان، قمت بتسهيل الجلسة الافتتاحية للمفاوضات بين حكومتي إسرائيل ولبنان حول ترسيم حدودهما البحرية. ولا شكّ أن إطلاق هذه المحادثات خطوة إيجابية، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالوساطة وتسهيل المفاوضات بناءً على طلب كلا البلدين أثناء سعيهما للتوصل إلى اتفاق. وقد انضم إليَّ السفير جون ديروشر، الذي سيقوم بدور الوسيط الأمريكي لهذه المفاوضات الجارية.

وفي لبنان أيضًا، التقيت بمجموعة من المسؤولين الحكوميين، ولأن زيارتي صادفت اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتظاهرات 17 تشرين الأول/ أكتوبر، شدّدتُ على أهمية تنفيذ الإصلاحات التي يمكن أن تلبي مطالب الشعب اللبناني. فكما ذكرنا مرارًا، إن مواصلج العمل بالشكل المعتاد سابقا لم يعد مقبولا، وأي حكومة تأتي بعد ذلك يجب أن تلتزم بتنفيذ الإصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية وحوكمة أفضل ووضع حد للفساد المستشري وأن تكون قادرة على ذلك.

وفي المغرب التقيت بوزير الخارجية بوريطة لمناقشة فرص زيادة التعاون الاقتصادي والأمني​ وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب. ثمّ أنهيت رحلتي في لندن لإجراء مناقشة مع نظرائي في المملكة المتحدة حول التطورات الأخيرة في المنطقة، وأثناء وجودي هناك، أجريت محادثات مثمرة مع رئيس الوزراء العراقي الكاظمي، حيث نقلت إليه تقديرنا للجهود التي يبذلها من أجل زيادة أمن مجتمع الدبلوماسيين في العراق.

وبهذا يسعدني أن أجيب على بعض أسئلتك. شكرا جزيلا.

المنسق: شكرا لك، مساعد الوزير شينكر. سنبدأ الآن في جزء الأسئلة والأجوبة من مكالمة اليوم.

سأبدأ بقراءة أحد الأسئلة المرسلة مسبقًا، وقد جاء هذا السؤال بالفعل من عدد من الصحفيين من المملكة العربية السعودية. وهم يسألون مساعد وزير الخارجية إذا كان بإمكانه وصف العلاقة الأمريكية الحالية مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك النقاط الرئيسية التي ناقشها الوزير بومبيو خلال اجتماعه الأخير مع الأمير فيصل بن فرحان. تفضّل.

مساعد وزير الخارجية شينكر: أجل. شكرا لك يا سام. اسمع، يأتي هذا الحوار بعد 75 عامًا من اجتماع عام 1945 بين الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود على متن السفينة كوينسي. وضع ذلك اللقاء الأساس لعلاقة ازدهرت حقًا خلال فترة 75 عامًا. خلال المحادثات، استعرض الوزير مع نظرائنا السعوديين مدى العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية والشعبية التي تقوم عليها العلاقات الثنائية.

وتحدّثنا عن تصور مشترك للتهديدات الإقليمية، وعن ردع التهديد الذي يشكله النشاط الإيراني الخبيث على الأمن والازدهار الإقليمي، كما تطرّقنا إلى التحالف الذي تقوده السعودية والتزامه بإنهاء الصراع اليمني من خلال المفاوضات السياسية؛ وأيضًا – بالطبع – التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وفيما يتعلق بالمستقبل، تناولنا التعاون الدفاعي والأمني ​​والاستخباراتي بيننا، وتحّدثنا عن استمرار التعاون في مجالات حماية البنية التحتية الحيوية والأمن العام، حول تعزيز التعاون وتعزيز أسواق الطاقة المرنة، وناقشنا توسيع الفرص التجارية والاستثمار في البنية التحتية. وفي مواجهة الصين، استعرضنا أهمية استخدام البائعين الموثوق بهم في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واستكشفنا مجالات التعاون الجديد في مجال الأمن السيبراني. وتحدثنا عن كيفية تعزيز تعاوننا الدبلوماسي والثقافي والقنصلي، بما في ذلك مشاريع البناء الكبرى لتوسيع السفارة والقنصليات الأمريكية في المملكة التي ستخدمنا في المستقبل.

المنسق: رائع، شكرًا لك. سؤالنا التالي يأتي من جينيفر هانسلر من سي إن إن.

سؤال: مرحبا، شكرا جزيلا لك. هل يمكن أن تخبرنا عن مدى مناقشة المبيعات المحتملة لطائرات F-35 في مناقشاتك مع الإماراتيين وأين تقف الأمور في هذا الصدد؟ وبعد ذلك بشكل منفصل، طالما أنت معنا، ما هو وضع المحادثات بين السودان وإسرائيل حول التطبيع؟ شكرا جزيلا.

مساعد وزير الخارجية شينكر: شكرا. لن أخوض في تفاصيل ما تم التوصّل إليه بخصوص طائرات F-35. ولكنني سأقول التالي: كما تعلمون، تخضع حكومة الولايات المتحدة لمتطلبات قانونية فيما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وستواصل الإدارة والحكومة الأمريكية الالتزام بهذا المطلب. وفي الوقت نفسه، لدينا علاقة أمنية مع الإمارات تمتد لأكثر من 20 عامًا حيث نقدم المساعدة الفنية والعسكرية، وسنواصل الحفاظ على هذه العلاقة ثم تعزيزها في المستقبل. نحن لدينا تهديدات مشتركة، بما في ذلك تلك التي تشكلها إيران، ونحن ملتزمون بشدة بضمان أن يتمكن حلفاؤنا من حماية أنفسهم.

أما فيما يتعلق بالتطبيع أو التحرك من أجل شركاء إضافيين في اتفاقيات ابراهيم، لا أريد أن أضرّ بهذه المناقشات. لقد رأيت تقارير صحفية كما فعلت أنت. وبالعموم، تدعم وزارة الخارجية ووزير الخارجية بومبيو والإدارة بشدة اتخاذ الدول خطوات جريئة وشجاعة لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل. ونحن نعتقد أن هناك مسارًا إيجابيًا في المنطقة، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول.

المنسق: عظيم. سؤالنا التالي هو أيضا سؤال مقدّم مسبقا، وقد جاء هذا من عدد من الصحفيين، معظمهم من لبنان. وهم يسألون ما إذا كنتم متفائلين بتوصّل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية وما هي انطباعاتكم عن الجولة الأولى من المحادثات.

مساعد وزير الخارجية شينكر: شكرا. بينما كنت سعيدًا بالطريقة التي سارت بها الجولة الأولى من المحادثات، التي بدأها، كما تعلم، ديفيد ساترفيلد، الذي عمل مدة عامين تقريبًا من أجل تأمين هذه الاتفاقية الإطارية. عملت بدوري لمدة عام تقريبًا لتحقيق هذا الأمر. لذلك يسعدنا أن نراه يمضي قدمًا بموافقة الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، كما يسعدنا أن نحضر هذه الجلسة الأولى من هذه المناقشات حول ترسيم الحدود البحرية، وأن نفعل ذلك بحسن نية. أعتقد أنها كانت ضمن بيئة إيجابية، كما أعتقد أن كلا الطرفين أظهر جدية، ولكن بالطبع هذه كانت الجلسة الأولى فحسب، والعمل الشاقّ لا يزال أمامنا، ومع ذلك فإن كلا الجانبين عبّر لي عن استعدادهما ورغبتهما في التفاوض – مع التركيز على التوصّل إلى اتفاق. لقد أعربا عن جديتهما ورغبتهما في الانخراط بمرونة وحسن النية للمضي قدمًا.

لذلك لا أريد أن أقول إنني “متفائل”، ولا أريد أن أقول “متشائم”، لكنني أعتقد أننا بدأنا بداية جيدة وأتطلع إلى الاستماع هذا الأسبوع إلى السفير ديروشر، الذي سيتولى الجلستين المقبلتين للمفاوضات مع الأطراف.

المنسق: شكرا لك.

مساعد وزير الخارجية شينكر: هل فاتني سؤال آخر؟

المنسق: لا، أعتقد أنك غطيت ذلك، مساعد الوزير.

مساعد وزير الخارجية شينكر: حسنًا.

المنسق: سؤالنا التالي من نادية بلباسي من قناة العربية.

سؤال: مرحبًا.

مساعد الوزير شينكر: مرحباً نادية.

سؤال: نعم، مرحبا ديفيد. مرحبًا من ناشفيل، تينيسي. أودّ أن أسألك عن خبر ترشيح الرئيس سعد الحريري مرّة أخرى فقبل عام استقال لأنه اعتقد أنه لا يستطيع الاستجابة لمطالب اللبنانيين. اليوم ها هو يصعد مرة أخرى. فهل تتخلّون عن السياسة اللبنانية؟ هل ترى أن نفس الوجه يعود مرة أخرى، والمشاكل نفسها أسوأ مع ما يقرب من 50٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر، وقد تمّ تخفيض قيمة الليرة بنسبة تزيد عن 80٪ من قيمتها؟ ما الذي يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للتغيير – لدفع هذا التغيير الذي تريده والذي يتوافق مع مطالب الشعب في لبنان؟

مساعد وزير الخارجية شينكر: شكرا لك ناديا. نحن منخرطون في لبنان. لقد جئت للتو من زيارة إلى هناك استغرقت ثلاثة أيام، ولم نمضِ سوى يوم واحد نتحدّث عن المناقشات البحرية. وإذن ركّز يوم واحد على ترسيم الحدود البحرية ويومين آخرين مع سياسيين لبنانيين وفاعلين سياسيين ونشطاء المجتمع المدني. موقفنا لم يتغير. نحن نقف مع اللبنانيين وهم يحثون قادتهم السياسيين على إنهاء روتين العمل السابق.

ما زلنا مصرّين على ضرورة أن تتبنى أي حكومة جديدة في لبنان الإصلاحات وتنفذها، وتتبنى الشفافية، وتكافح الفساد، وتحاسب الفاسدين على جرائمهم أو آثامهم، وأن تلتزم النأي بالنفس. هذا ما قالته الولايات المتحدة أكثر من مرّة، وهي الشروط الأمريكية المسبقة للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي ومساعدة لبنان. قال الفرنسيون الشيء نفسه فيما يتعلق بتمويل هيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA). لقد أوضحنا ذلك نحن ومجموعة الدعم الدولية، أليس كذلك؟ يجب تلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني.

أما من الذي يجب أن يقود الحكومة ويخدم فيها فهذا أمر يقرره الشعب اللبناني بنفسه، لكننا نحتفظ بمعايير عالية من الآن فصاعداً. نعتقد أن لبنان في حاجة ماسة للإصلاح الاقتصادي والمؤسسي، من أجل حكم أفضل، ووضع حدّ للفساد المستشري الذي قوض بالفعل قدرة لبنان على تحقيق إمكاناته الهائلة.

هذا هو الحال باختصار.

المنسق: رائع، شكرًا لك. سؤالنا التالي يأتي من أرشاد محمد من رويترز.

سؤال: شكرا. بالعودة إلى لبنان، مثلما أشارت نادية، شغل السيد الحريري منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات في السنوات العشر الماضية. لماذا يوجد أي سبب للاعتقاد بأنه ليس جزءًا من المشكلة وإنما هو جزء من الحل؟ لماذا تعتقد حكومة الولايات المتحدة أنه سيحقق أيًا من الأهداف التي قلت إنها ضرورية؟ وهل يمكنك التعليق بالتحديد على حقيقة أنه تم اختياره كرئيس للوزراء لتشكيل الحكومة المقبلة؟ هل هذا شيء جيد أم سيئ من وجهة نظر الولايات المتحدة؟

مساعد وزير الخارجية شينكر: اسمع يا أرشاد، أنا أقدر جهودك لجعلي أعلق على رئيس الوزراء المكلف الحريري أو في الواقع على أي سياسي لبناني آخر قد يتم الاستعانة به لهذا المنصب. لم تعلّق الولايات المتحدة أو تدرس شيئًا بشأن أفراد معينين في لبنان. لقد أكدنا منذ البداية أن ما يهمنا هو المبادئ، وسوف أكرّر ذلك الآن. إنه الإصلاح، والشفافية، ومكافحة الفساد، تلك هي المسألة، وأيضا النأي بالنفس. مهما تكن الحكومة في لبنان، إذا كانوا يريدون المساعدة في إخراج لبنان من هذه الأزمة، فسيكون هذا شرطًا لا غنى عنه. كلّ هذه المعايير يجب أن تتحقّق. ولا يتعلّق الأمر فقط بإطلاق العنان للمساعدة الدولية، بل يتعلّق أيضا بإعادة لبنان داخليًا إلى المسار الصحيح، حتى تحصل الحكومة على الثقة الدولية، وعلى ثقة الشعب اللبناني أيضاً.

لقد رأينا جميعًا الأرقام، وهي مثيرة للقلق بشكل لا يصدق – أكثر من 100٪ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي؛ الناتج المحلي الإجمالي الذي انخفض من 50 مليار دولار في السنة إلى 30 مليار دولار في السنة؛ 50٪ من اللبنانيين تحت خط الفقر. 22 في المئة من اللبنانيين معوزون. لقد رأينا تقارير حول مقتنيات البنك المركزي؛ هناك تحقيق جنائي يجري الآن. هناك الكثير من الأمور التي يجب إصلاحها، وبالتالي فإننا نتمسك بالمبادئ بدلاً من الأشخاص، ولذا فإننا سنحتفظ بحكمنا.

المنسق: رائع، شكرًا لك. سؤالنا التالي سؤال مقدم مسبقًا، وقد جاء من عدد من زملائنا الصحفيين من جميع أنحاء منطقة الخليج، وهم يسألون: “ما هي آخر محاولات حلّ أزمة الخليج؟ وهل نوقشت تلك الأزمة في إطار الحوار الاستراتيجي الأخير مع الشركاء في المنطقة؟

مساعد وزير الخارجية شينكر: شكرا. لقد نوقشت تلك الأزمة خلال الحوار الاستراتيجي. لطالما كان هذا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، يعمل عليها الوزير والبيت الأبيض والرئيس. ويشارك أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية مع شركائنا في الخليج، شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، في جميع المجالات. أزمة الخليج، والصدع في العلاقات هناك لا يخدم أحداً إلا إيران، ربما. فهذا الخلاف هو ما يجعل الخطوط الجوية القطرية تدفع لإيران أموالا مقابل السماح لها بالتحليق فوقها بسبب إغلاق المجال الجوي. نعتقد أن الخلاف لا يخدم سوى خصومنا بينما يضرّ بمصالحنا المشتركة.

لذلك تحدثنا إلى دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة للتوصل إلى صيغ للمضي قدمًا، وهذا شيء كان على الدوام يمثل قضية ذات أولوية للوزير والإدارة منذ فترة طويلة، وسيظل كذلك. لقد استمرّ النزاع لفترة طويلة جدًا.

المنسق: رائع، شكرًا لك. سؤالنا التالي يأتي من براينت هاريس من ذا ناشيونال.

سؤال: مرحبًا، شكرًا جزيلاً على إجراء المكالمة. أريد أن اسأل عن المغرب. قبل فترة، كان هناك حديث عن احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية إذا تحرك المغرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. هل هذا شيء مطروح على الطاولة الآن؟ شكراً.

مساعد وزير الخارجية شينكر: اسمع، لن أتحدث عن نوعية المناقشات الدبلوماسية مع هذه البلدان، ولكن هذه ليست قضية مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي. وأنا أعلم أنه كانت هناك عدة تقارير في وقت سابق من هذا العام، العام الماضي، لكنها ليست شيئًا مطروحًا حاليًا على الطاولة.

المنسق: عظيم. سؤالنا التالي من السيد باراك رافيد من أكسيوس.

سؤال: مرحبًا ديفيد. أشكركم على القيام بذلك. أود أن أسألك عن التقارير الأخيرة حول المفاوضات بين إدارة ترامب والنظام السوري حول مفاوضات الرهائن، حيث كان مدير الأمن اللبناني، عباس إبراهيم، في واشنطن لإجراء محادثات حول الوساطة المحتملة بين الولايات المتحدة وسوريا. هل الولايات المتحدة على استعداد لإعادة التعامل مع نظام الأسد؟

مساعد وزير الخارجية شينكر: حسنًا، كما قال الوزير مؤخرًا على ما أعتقد، وقد كنت مسافرا في الفترة الأخيرة، فسامحني، ولكنني أعتقد أنني رأيت تعليقات من الوزير قبل أيام، مفادها أننا نتطلع دائمًا إلى الأمام – نبحث عن طرق لإعادة الأمريكيين، كل الأمريكيين. وقد رأيتم كيف أننا أعدنا للتو عدة أميركيين من اليمن. لطالما كان هذا أولوية قصوى للإدارة، وسننخرط بأي طريقة يجب أن ننخرط بها لمساعدة الأمريكيين. ولكن كما قال الوزير، هذا لا يعني تغييرًا في السياسة تجاه سوريا.

المنسق: عظيم. لدينا وقت لسؤال أخير والسؤال الأخير من ميشال غندور من قناة الحرة.

سؤال: هل تدركون الدور الإيجابي الذي يلعبه الرئيس في محاربة الفساد؟ ثم فيما يتعلق بالعقوبات المستقبلية على لبنان، هل هي مجمدة بعد موافقة الرئيس بري على بدء المحادثات مع إسرائيل؟

مساعد وزير الخارجية شينكر: فيما يتعلق بالعقوبات، ميشال، سأكون واضحًا. لا توجد صفقة هنا. لا يوجد شيء للقراءة ما بين السطور. ستواصل الولايات المتحدة فرض العقوبات وستواصل متابعة العقوبات ضد حزب الله وحلفائه اللبنانيين. ستستمرّ الولايات المتحدة في فرض عقوبات من خلال قانون ماغنيتسكي العالمي ضد أولئك المتورّطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد. وبالتالي لا يوجد اتفاق هنا. وسوف تستمرّ هذه بغضّ النظر عن المحادثات حول الحدود  البحرية، وبغض النظر عن تشكيل الحكومة. ولقد رأيتم ذلك قبل أسابيع قليلة عندما فرضنا عقوبات على فينيانوس وعلي حسن خليل.

المنسق: عظيم. والآن، مساعد وزير الخارجية شينكر، إذا كان لديك أي ملاحظات ختامية، فسأعطيك المجال.

مساعد وزير الخارجية شينكر: لا، شكراً لك يا سام، وشكراً لكم جميعاً على حضوركم اليوم والانضمام إلينا. أتطلع إلى لقاءات مستقبلية معكم. آمل أن يكون هذا مفيدا. لذا شكرا لكم.

المنسق: شكرا لك، مساعد وزير الخارجية. بهذا تنتهي مكالمة اليوم. أودّ أن أشكر مساعد وزير الخارجية شينكر على الانضمام إلينا وأشكر جميع المتصلين لدينا على المشاركة. إذا كان لديك أي أسئلة حول مكالمة اليوم، يمكنكم الاتصال بالمكتب الإعلامي الإقليمي بدبي على DubaiMediaHub@state.gov . ستوفر AT&T معلومات حول كيفية الوصول إلى التسجيل باللغة الإنكليزية لهذه المكالمة قريبًا. شكرا لكم وطاب يومكم.