وقع اليوم وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد توفيق الجلاصي وسعادة السفير الامريكي جايك والس اتفاقية تعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا بغية تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي والتعليمي بين البلدين. و لدعم المزيد من التبادل في هذين المجالين وعملا بهذا الاتفاق الجديد، أعلن السفير والس أيضا عن برنامجين جديدين. أولهما برنامج فولبرايت تونس الجديد لدارسي التكنولوجيا + الذي رصدت له 4.750.000 دولار. و سيسمح هذا البرنامج بابتعاث حوالي 40 طالبا تونسيا متخرجا للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الماجستير في مجالات العلوم والتكنولوجيا والأعمال. أما البرنامج الثاني فسيخصص ما قيمته 800.000 دولار لإنشاء ثلاث روابط جديدة بين مؤسسات تعليمية أمريكية وأخرى تونسية في مجالات الابتكار التكنولوجي وتطوير الأعمال.
هذا وقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على إجمالي المبلغ، أي نحو 5,5 ملايين دولار، لتمويل هذين البرنامجين و سيكون انطلاقهما الرسمي بعد المصادقة النهائية من قبل الكنغرس الأمريكي.
إن التوقيع على هذا الاتفاق والإعلان عن هذين البرنامجين الجديدين ليعبران عن التزام مشترك لتعزيز التعاون الوثيق بين البلدين في مجالي العلوم والتكنولوجيا والتشجيع على البحث والتجديد الاقتصادي مستقبلا.
إن هذه الإعلانات لثمرة مباشرة للمناقشات بين مسؤولين أمريكيين و تونسيين خلال زيارة رئيس الوزراء التونسي إلى الولايات المتحدة في أفريل الماضي والاجتماع المتزامن في إطارالحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وتونس. ولقد زار رئيس الوزراء السيد مهدي جمعة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد توفيق الجلاصي إبان وجودهما في العاصمة واشنطن وفي مدينة نيويورك، عددا من أبرز الشركات الأمريكية والمؤسسات التعليمية التي استخدمت الاستثمارات في العلوم والتكنولوجيا لتحفيز الابتكار وخلق فرص العمل.
وتدرك الولايات المتحدة الدور المهم للتعليم في عملية التحول الديمقراطي و في مستقبل تونس البعيد. و يؤكد برنامج فولبرايت تونس لدارسي التكنولوجيا + ذو 4.750.000 دولار بتركيزه على العلوم والتكنولوجيا والأعمال التزام الولايات المتحدة ببرامج التبادل التعليمي. وسيمول هذا البرنامج 40 منحة دراسات عليا جديدة لإعداد مبتكري تونس لأدوارهم المصيرية المستقبلية التي سيؤدونها لضمان النمو الاقتصادي والتنمية في تونس.
و بالتوقيع اليوم على اتفاقية التعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا سوف نبدأ محادثات لإقامة شراكات جديدة بين ثلاث مؤسسات تعليمية أميركية بارزة ونظيراتها في تونس. وعلى إثر الحوار الاستراتيجي الذي تم بين الولايات المتحدة وتونس في شهر أفريل، أوفدت السفارة الأميركية في تونس 11 ممثلا عن وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي إلى الولايات المتحدة للتعرف على برامج التكنولوجيا في كليات الهندسة ومراكز البحوث والحاضنات التكنولوجية ومراكز البحث والتطوير في الولايات المتحدة. ومن خلال لقاءاتهم مع الباحثين والإداريين ومديري الأعمال، اطلع الوفد على الوظائف الأساسية والهياكل اللازمة لدعم البحث الجامعي وتسويق التكنولوجيا، والتي نأمل أن ننسج على منوالها في تونس من خلال هذه الشراكات الجديدة.
وإضافة إلى المنح الدراسية والروابط الجامعية التي أعلنت، تضع اتفاقية التعاون في مجالي العلوم والتكنولوجيا إطارا لتسهيل وتوسيع التعاون العلمي والتكنولوجي بين بلدينا. وتوفر الاتفاقية آلية لجهود البحث والتطوير المهمة التي تسهل تبادل البيانات العلمية ونتائجها، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وإقامة شراكات بين الوكالات التقنية الأمريكية الرسمية والمؤسسات النظيرة على المستوى الدولي، وكذلك المؤسسات التعليمية والبحثية الأمريكية. وسيتيح لنا توسيع التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا إقامة علاقات بين الجامعات والباحثين ورجال الأعمال والمواطنين.
إن توقيع هذه الاتفاقية وإطلاق هذه المبادرات التعليمية الجديدة ليبرز التزام الولايات المتحدة نحو شعب تونس وبعملية التحول الديمقراطي فيها. وهي واحدة من العديد من المبادرات التي تم تنفيذها عقب الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وتونس، بما في ذلك الاتفاق على تقديم ضمانات قروض بقيمة 500 مليون دولار، والاجتماع الذي عقد مؤخرا في تونس للمجلس التونسي الأمريكي للتجارة والاستثمار ، وتوسيع برنامج توماس جيفرسون الجامعي والذي قيمته 20 مليون دولارا.