
مساء الخير. أيُّها الجَمْع الكريم مرحبًا بكم وأهْلاً وسهْلاً. اسمحوا لي، في البداية، أنْ أشكُر منظمة البحث عن أرضية مشتركة (Search for Common Ground) وكل من عمل على تنظيمِ هذا الملتقى الرَّائد. أودُّ أيضا أنْ أشكُر مُمَثّـلي الحكومة التونسية وعلى رأسهم السيد الوزير زياد العذاري وأعضاء نواب الشعب الذين شرّفونا بحضورِهم اليوم. كما أودّ أن أرحِّب تِرْحَابًا خاصًّا بزُوَّارِنا من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك مساعد وزير الخارجية الأمريكية السيد (Tom Malinowski) ، ونائبة مساعد وزير الخارجية السيدة (Dafna Hochman Rand) ، والمدير المساعد المكلّف بالشرق الأوسط في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيدة (Paige Alexander) ، والنائب الأوّل لمساعد وزير الخارجية المكلف بالشؤون الاقتصادية والتجارية السيد (Kurt Tong) الذين أصرّوا رغم عناء السفر على أن يكونوا بَيْنَنَا والمشاركة في هذا الملتقى.
وأودُّ طبعًا أنْ أعَبّر عنْ عَمِيق امْتِنَانِي لِكُلِّ مُنَظَّمات المجتمع المدني، وجميع المُخْتَصِّين في الاقتصاد، والأمن، والديمقراطية والحوْكَمَة الرَّشِيدَة الحاضِرين معنا أوالذين لمْ يَتَسَنَّ لَهُم الالْتِحَاق بنا اليوم. حقًّا إنَّ تونس لَبلدٌ استثنائي. لقد تكرَّر استعمال هذه العبارة في الآونة الأخيرة ولكن هذا ليس بِجَديد. فَتونس كانت ولاتزال بلدا استثنائيا بفضل ثقافتها الغنية وتاريخها العريق، وجمالها الطبيعي الأخَّاذ، ودِفْء شعبها وكرمه.
لقد عِشْت في تونس و درَسْتُ وعملت فيها. ولَمَسْتُ رَحَابَةَ صَدْر التونسي. وها هِيَ بقيَّة بلدان العَالَم تَشْهد هاتِه الخِصَال التي عَرَفتها منذ فترة طويلة. لقد أصْبَح الشعب التونسي مَصْدرَ إلْهَام لبقيَةِ الشُّعوب التي تَتُوقُ لِمجتمعٍ حرٍّ، مُنْفَتِحٍ، ومُلتَزِمٍ بالمُثُل الدِّيمُقْراطية.
ملتقى المجتمع المدني التحضيري للحوار الاستراتيجي بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية
لا يَخْفَى على أحَدٍ الدَّوْر الفَعَّال الذي ما فَتِئَ يلعبه المجتمع المدني في نشرِ هذه المُثـُل الديمقراطية وتحقيقها على أرض الواقع من أجل بِنَاءٍ مستقبل أفضل لجميع المواطنين. كما أنّه لا أحد يستطيع أن يُنْكِر الدَّوْر البَنَّاء الذي لعبه المجتمع المدني في إنْجاح الانتخابات الرِّئاسية والتشريعية الماضية والدور الذي سيلعبه في الانتخابات البلدية والمحلية القادمة.

أودُّ أيضًا أن أنتهز هذه الفرصة وأُهنِّأ الرباعي الراعي للحوار على حصوله على جائزة نوبل للسلام. إنّ هذا لخير دليل على أهمية الدور الذي تلعبونه كمنظمات مجتمع مدني في الوصول ببلدكم إلى برِّ الأمان. تُعْتَبَر هذه الجائزة رسالة هامّة لكلِّ العالم على أنَّ تضافُرَ جُهُود المجتمع المدني قادرٌ على تغْيِير العالم.
تؤمن الولايات المتحدة الأمريكية إيمانًا راسخًا بأنّ المجتمع المدني هو حَجَرُ الزَّاوِيَة لكلِّ ديمقراطية في العالم. ولهذا السبب أُجَدِّدُ مِنْ هذا المِنْبَر التزام الولايات المتحدة الأمريكية بِدَعْم مَجْهودات مُنظَّمات المجتمع المدني في تونس لنشْر الديمقراطية وخَلْق المَنَاخ المُنَاسِب للحوار المَدَنِي الحُرّ وتَعْزيز النُمُو والإصلاح الاقتصادي وخَلْق فُرَص العمل للشباب والشابات العاطلين عن العمل.
يعتبر هذا الملتقى عَلامةً بارِزَة ًأخْرى للدَّوْر المُتَميّز الذي يلعبه المجتمع المدني إذْ أنّه يُمَثِّل أوّل مُساهمة للمجتمع المدني في أيِّ حوار استراتيجي في المنطقة. إنَّ المقترحات التي ستُقدِّمُونها لا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ في تحديد المناقشات والمواضيع التي ستَتَطرَّق إليها الحُكومتان الأمريكية والتونسية ليس فقط خلال هذا الحوار الاستراتيجي بل في الحوارات المستقبلية بين البلدين.
أخيرا، يبقى صوت المجتمع المدني التونسي علامةً مُضِيئَةً في كِتَابَة تاريخ هذا البَلد خلال مسارِه نحو الديقراطية.
شكرًا جزيلاً مرَّةً أخْرَى وكُلُّـنا آذانٌ صاغية لسماع مقترحاتكم وتوصياتكم.