يشرفني هذا العام أن أعود إلى جربة لحضور حجّ لاك باعومر إلى جانب زميلي السيّد نوكس تامز، المستشار الخاص لشؤون الأقليات الدينية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وجنوب ووسط آسيا. وأثمّن هذه الفرصة للاحتفال من جديد بالتراث الغني ليهود هذه المدينة القديمة ولتجديد علاقاتي مع قياديّي المجتمع المدني والزعماء الدينيّين هنا. لقد زرت منذ أن تولّيت سنة 2013 دور المبعوث الخاص لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية المكلّف بمراقبة ومكافحة معاداة السامية، زرت الجاليات اليهودية في كلّ من أوروبا وأمريكا الجنوبية. وإنّه يسرّني دائما أن أرى منظمات المجتمع المدني والحكومات تبني الجسور عبر الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية لهزم التعصّب والكراهية – وهي جهود مهمّة جدّا في ضوء التهديد المستمر الذي تشكّله معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
أثناء زيارتي وحجّي سنة 2015 ، اكتشفت أنّ المجتمع اليهودي في جربة فريد من نوعه من نواح كثيرة مقارنة بمجتمعات الشتات الأخرى. ليس فقط بسبب الطبيعة الخاصّة لهذا الحجّ ولكن بسبب تاريخ هذا المجتمع الطويل والتزامه بالمحافظة على تقاليده. ونأمل أن يظلّ هذا المجتمع رمزا للتنوّع والتسامح ضمن ديمقراطية تونسية مستقرّة ومتينة.