التّصيم العماري

قامت مؤسّسة طاي صو كيم بارتنيرز للهندسة المعماريّة ومقرّها ولاية كونّاكتكوت بتصميم المبنى الجديد لسفارة الولايات المتّحدة بتونس، تخليدا للفن المعماري التّونسي الأصيل، والذي حرص على المزج بين ثراء البنايات الإسلاميّة والمواد العصريّة للبناء وعناصر السّلامة المثلى.
وقبل تقديم مشروع التّصميم المعماري للسّفارة، قام السّيد كيم بدراسة المظاهر التّشكيليّة لمدينة تونس العتيقة والمناطق المحيطة بها لكي تحصل له دراية واسعة بخصائص التّصميم المعماري التّونسي الأصيل ثمّ إدماج تلك الخصائص التّشكيليّة في بناية تحترم المواصفات الأميركيّة للإدارات.
يذكّر شكل السّفارة بمعبد شيّد وسط حديقة. وتعكس البناية مظاهر عصريّة للمعمار التّونسي، حيث بنيت مختلف مصالح السّفارة حول ساحات تذكّر بالمنازل العربيّة وفناءتها المتعدّدة داخل المدينة العتيقة. وفيما يحيي استعمال الأحجار المحلّية ومختلف أنواع الجليز الألوان والأشكال التّونسيّة، اعتمد التّصميم المعماري على فنّيات ومبادىء تقليديّة للإستغلال الأمثل للنّور الطّبيعي ولحماية البنايات ضدّ حرارة الشّمس، وهي تقنيّات أثبتت نجاعتها عبر الزّمن.
أمّا المظهر البيئي للسّفارة فإنّه يوحي بحديقة ممتدّة الأطراف تحتوي على أعشاب وأشجار طبيعيّة النّمو. وقد وقع تصميم الحديقة باستعمال الأشكال الهندسيّة للفن المعماري الإسلامي على محورشمال جنوب. ويضفي هذا الشّكل إطارا متميّزا عند استقبال الزّائرين كما يوفّر فضاءا رائعا للمراسم ولحفلات موظّفي السّفارة وضيوفهم. وقد وقع غرس مجموعة من أشجار الزّيتون خلف البناية الرّئيسيّة للسّفارة لاستغلال أحواض تجميع المياه التي تربط بينها شبكات للرّي وبالتّالي المساهمة في اقتصاد الموارد المائيّة الطّبيعيّة.
وخلاصة القول، فإنّ التّصميم المعماري للسّفارة حقّق التّوازن الأمثل بين بناية شامخة، ومريحة تستجيب للفنّ المعماري التّونسي الأصيل، والمواصفات الفنّية الضّروريّة المتعلّقة بالإستغلال والأمن والسّلامة.

ولذلك يشكر موظّفو السّفارة السّيد طاي سي كوم والمهندس المعماري التّونسي السّيد وسيم بن محمود على إنجازهم هذه البناية الرّائعة التي يطيب فيها العمل.