يشرفني أن أحضر حج لاك بعومر هذا العام في جزيرة جربة، والتي تعتبر مركزا تاريخيا لليهودية بشمال أفريقيا. وقد قمت منذ ان تم تعييني مبعوثا خاصا لمراقبة ومكافحة معاداة السامية لحكومة الولايات المتحدة سنة 2013 بزيارة العديد من الجاليات اليهودية، في مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا الجنوبية.
وما يشعرني بالاطمئنان هو أن أرى مجالات تعمل فيها منظمات المجتمع المدني مع المنظمات الحكومية لارساء جسور الترابط بين الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية والعمل معا لصد التعصب والكراهية، وهي جهود تعد هامة جدا في ضوء التهديدات المستمرة والمعادية للسامية في جميع انحاء العالم.
وخلال زيارتي الأولى إلى تونس، فإني أتطلع للقاء أفراد من الجالية اليهودية من تونس وجربة – وهي جالية لها جذور في هذه الأرض يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500 سنة – ولأستمع لتجربتهم في تونس الحديثة. بينما اختفت المجتمعات اليهودية التي كانت نابضة بالحياة من منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بقيت تونس شامخة كمثالا يحتذي به للتعايش السلمي جنبا إلى جنب بين اليهود والمسلمين. وقد تجلت هذه الروح في مختلف المجالات في تونس على غرار نجاح الانتخابات الاخيرة والجهود المتواصلة لتعزيز ديمقراطية تشاركية وغير اقصائية.
إن مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة التونسية اليوم في مراسم الحج هي دلالة على ترحيب وتقدير هذه الحكومة للتقاليد الدينية المتنوعة والثرية لتونس. وسأتحدث خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الحكوميين للإطلاع على الجهود التي تبذلها الحكومة لضمان أمن المواطنين اليهود في تونس وللتأكد من أن تونس ستبقى تلك الدولة المعروفة بالتعددية وبكونها مثالا للتسامح الديني.