
إنه لمن دواعي سروري أن أكون بينكم اليوم، ويشرفني أن أمثل حكومة الولايات المتحدة وأن أؤكد من جديد التزامنا تجاه الحكومة والشعب التونسي ودعمنا لهما. وقد كان لي منذ قليل اجتماع مثمر مع رئيس الوزراء السيد الحبيب الصيد. قبل ذلك كانت لي لقاءات مع وزير الخارجية السيد الطيب البكوش، ووزيرالداخلية السيد محمد ناجم الغرسلي، ووزير المالية السيد سليم شاكر ووزير الاستثمار الخارجي السيد ياسين ابراهيم ورئيس حركة النهضة السيد راشد الغنوشي وأتطلع إلى لقاء عدد من أعضاء فريق الرئيس الباجي قائد السبسي هذا المساء.
كان متحف باردو المحطة الأولى لهذا الصباح للوقوف إجلالا للتونسي والأجانب الذين قتلوا قبل نحو ثلاثة أسابيع. لقد وصلوا إلى متحف باردو في يوم ربيعي جميل للتعرف على تراث تونس العريق ولاكتشاف فسيفسائها وللانبهار بفنها ولكن عند نزولهم من الحافلة للتمتع بجمال المتحف، وجدوا انفسهم عرضة لهجوم من قوى الشر .
هذا العمل الوحشي هو هجوم على تونس نفسها وعلى شعبها الذي يتطلع إلى بناء بلد حر، يتمتع بالامن والرفاه ولكن الارهابيين فشلوا لان تصميم القيادة التونسية وشعبها على بناء ذلك المستقبل الافضل أقوى من أي وقت مضى.
وقد وصف وزير الخارجية جون كيري تونس بالنور الساطع في المنطقة ونحن هنا نقف ملتزمين كل الالتزام بان يواصل هذا النور اشعاعه وأن تزيد تونس تألقا.
نحن ملتزمون لان مستقبل تونس يعني الكثير، ليس فقط لشعبها ولكن لكل شعوب العالم التي ترى في نجاح التجربة التونسية مصدر أمل لها. وقد تحادثت اليوم مع القيادة التونسية حول كيفية تعزيز شراكتنا وتوسيع مجالاتها.
أولا، نحن مستعدون لتقديم مساعدات إضافية وبرامج تدريب لقوات الامن التونسي ويبقى هدفنا تعزيز قدراتهم للتغلب على أولئك الذين يهددون حرية الوطن وأمنه. ولتحقيق هذا الهدف، يسعى الرئيس أوباما إلى رفع ميزانية المساعدة الامنية لتونس إلى أكثر من 200%.
ثانيا سنعمل على رفع مستوى الاستثمار والمبادلات التجارية والشراكة مع القطاع الخاص بين الولايات المتحدة وتونس لتحقيق نسبة نمو أعلى وتوفير عدد أكبر من مواطن الشغل في تونس. ولتحقيق ذلك يتعين على تونس القيام بإصلاحات اقتصادية واسعة النطاق التي من شأنها أن ترسل إشارة للمستثمرين ورجال الأعمال التونسيين والاجانب بأن تونس مستعدة لاحتضان مشاريعهم.
وكما أشارت إلى ذلك وزيرة التجارة الامريكية بريتزكر خلال حضورها في الشهر الماضي فعاليات مؤتمر الاستثمار والريادة في الاعمال المنعقد في تونس، فإن الاصلاحات الجوهرية تهم مجلة الاستثمارات والقطاع البنكي وقطاع الجباية والجمارك إلى جانب الشراكة بين القطاع العام والخاص والتي ستساعد على الدخول إلى الاسواق وتسهيل حضور أكبر للمستثمرين في تونس.
ثالثا سنواصل تعزيز العلاقات بين شعبينا ونرحب بزيارة الرئيس الباجي قايد السبسي إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما. ونحن الآن بصدد التباحث حول سبل تعزيز التبادل الأكاديمي والعلمي بين الطلاب والأساتذة، فضلا عن وضع برامج لتعميق فهم ثقافة كل منا لثقافة الآخر.
قبل سنة من الان بدأت الحكومة الانتقالية عملها بعد ثلاث سنوات من الصعوبات والمشاكل السياسية وفي وقت وجيز شارك التونسيون في انتخابات حرة ونزيهة واختاروا برلمانا ورئيسا جديدين وأثبتوا للعالم ما يمكن تحقيقه من خلال الالتزام بمبادئ الديمقراطية والتوافق وإشراك الجميع في العملية السياسية.
وليست هذه إلا بداية الطريق. ستمر تونس حتما بصعوبات وكبوات وتضحيات ولكن البلد ماض في طريقه برباطة جأش وتصميم وثقة بالنفس. وإنه لمن دواعي اعتزاز الولايات المتحدة أن تكون شريككم في هذا الطريق نحو مستقبل مشرق.
وإنني لسعيد بلقاءاتي المثمرة اليوم مع القيادة التونسية وأتطلع إلى فرصة تدعيم العلاقة وتعزيزها، علاقة تعكس التزامنا المتواصل لدعم الشعب التونسي. و شكرا جزيلا لكم جميعا.