كلمة السفير في حفل اسناد منحا محلية لجمعيات ومنظمات تونسية من قبل مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية
حضرات السيّدات والسادة، طاب صباحُكم.
يسُرّني أنْ أقِف بينكم في هذه المناسبة البهيجة وأودّ أنْ أستهلَّ كلمتي هذه بالتقدّم بالشكر
للسيّد المهدي بن غربية، وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان،
ولكافة شركائنا المحليّين من سائر أنحاء البلاد، ولضيوفنا من المغرب،
ولكم جميعا لتخصيصِكم من أوقاتِكم وتشريفِكم لنا بالانضمامِ إلينا في هذا الحفل.
تركّز المشاريع التي نُطْلقها اليوم على مجالَيْن أساسيَّيْن ألاَ وَهُما: اسْتِحْثاث تطوّر مواطِن الشغل، وتشجيع المشاركة المدنية وتوعية الناخبين.
أيّها الحضور الكريم، ليس بِوِسْعي أنْ أفِي بالحاجة الملحّة إلى التأكيد والتشديد على الأهميّة المطْلَقة لمُداومة السعْي إلى خلق فرص عمل جديدة. إذ أعلمُ كما تعلمون أنّ آفاق شباب تونس الاقتصادية والاجتماعية تتطلّب أنْ ننْهضَ بها، ولا تزال الولايات المتّحدة ملتزمةٌ، كلّ الإلتزام، بمواصلة شراكتها مع أولئك الذين يعملون بِلَا كَلَلٍ أوْ مَلَلٍ من أجل تحقيق هذا الهدف. وممّا يثير تفاؤُلي أنّ غالبيّة المشاريع ذات البعد الاقتصادي التي نحن بِصَدَدها اليوم ستنْشطُ في مناطق من تونس في أمَسِّ الحاجة إلى فرصٍ جديدة ونموّ.
وآتِي هنا في حديثي إلى الانتخابات، إذ تفخر الولايات المتّحدة بدعم هذا الجانب الكامِن في صَميم النظام الديمقراطي. وتُعَدّ الانتخابات البلدية في تونس، كما ينصّ على ذلك دستورُها، مكوِّنا حيويّا في مسارها الانتقالي الجاري، وهي كذلك خُطْوة أولى نحو لامركزيّةٍ تمنح المواطنين والمواطنات المزيد من الصلاحيّات لتحديد القوانين والنُظُم التي تمسّهم على المستوى المحلّي. ونُدْرك تمام الإدراك الأهميّة التي يُولِيها التونسيّون لإنجاز هذا الحدث الفاصل والذي لا يزال معلّقا، ونلتزم بدعم هذه الأولويّة الديمقراطية.
ولمبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية تاريخٌ عريقٌ في دعم تطوّر المجتمع المدني الناشئ في تونس، كما أنّها تعمل كمحفّزٍ لمنظّمات المجتمع المدني على تجْريب مقاربات جديدة لحلّ التحدّيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وإذ تُسطّر MEPI الأهداف الكبرى لبرامج المِنَح – المتمثّلة في تحفيز التنمية الاقتصادية وتوطيد الديمقراطية – فإن روحَ المبادرة لدى المجتمع المدني والمواطنين وأفكارهم وتفانِيهِم وإبداعهم هي السمات التي تحدّد فعليا ما تقوم به هذه المشاريع وكيفيّة تنفيذها. ولا يَسَعُنِي إلاّ أنْ أُعبّرَ عن شديد إعجابِنا بالتفاني والفاعليّة المدهشَيْن اللّذينِ لَمَسْناهُما في عمل شركائنا في تونس في السنوات الأخيرة.
وإنّني أتطلّعُ إلى توقيع عقود المِنَح المُسْنَدَة للمشاريع الثمانية التي أمامنا اليوم. وأتمنّى لكم جميعا كلَّ التوفيق في تحقيق أهداف مشاريعكم وفي إضافة أبواب ناصِعَةٍ جديدة إلى مدوّنة نجاحات تونس الخضراء.
شكرا جزيلا على لطيفِ استماعكم.