كلمة السفير في الذكرى الـ240 للاستقلال


كما أعدّ للإلقاء

ضُيوفُنا الكِرام  مساءَ الخير وعالسّلامة

إنّهُ لشرفٌ جليلٌ أنْ أعودَ إلى تونس كسفيرٍ للولايات المتّحدة الأمريكيّة بها ويُسْعِدُني أنْ أرحّبَ بكمْ في هذه الأمْسية  للاحتفال معنا  بالذكرى الـ240 لاستقلال بلدنا

أودُّ أنْ أسْتهِلَّ هذا الحفلَ بالترحيبِ بضُيوفِنا المبجَّلين وأخُصُّ بالذكْر

السيّد محمد الناصر رئيس مجلس نوّاب الشعب

السيّد فرحات الحرشاني وزير الدفاع الوطني

السيّد خميّس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجيّة

السيّد زياد العذاري وزير التشغيل والتكوين المهني

السيّد نعمان الفهري وزير تكنولوجيات الاتّصال والاقتصاد الرقمي

السيّد الأزهر القروي الشابي الوزير الممثّل الخاصّ لرئيس الجمهورية

كما يشرّفنا بحضوره معنا الليلة: السيّد عليّ العريّض رئيس الحكومة الأسبق،والشيخ راشد الغنّوشي.

.لا يَحْضُرُني مكانٌ أفضلَ مِنْ تونس لتدَبُّر مَوْلِد الديمقراطيّة الأمريكيّة والاحتفال به  إذْ تكوّنت، ومنذ ما يزيد عن مائتي سنة، رابطةٌ خاصّة بين الولايات المتّحدة وتونس رابطةٌ زادت توثُّقا  عام 2014 عندما الْتحقَت تونس بالعائلة الديمقراطيّة في العالم.

طلّعُ الآن في هذا الجمعِ الرائع  الذي يُمثّلُ أفضلَ مَنْ في تونس وألْمَعَهم في جميع المجالات، جمْعٌ مِنَ الناس جلبوا الامتياز ليس لأنفُسِهِم فحسب، بلْ لبلدهم أيضا. وبالرغمِ من التحدّيات العديدة فإنّ الديمقراطيّة في تونس موفورةَ الصِحّةوالعافية. وليسَ الأمرُ بِالْمفاجئ، فحبُّ التونسيين لبلادهم حبٌّ عميق

نحب البلاد,

كما لا يحب البلاد احد,

صباحا مساء,

وقبل الصباح,

وبعد المساء,

ويوم الاحد, 

ولو قتلونا,

كما قتلونا, 

ولو شردونا, 

لعدنا غزاة,

لهذا البلد.

 لقد مرّت تونس بِخمس سنواتٍ عصيبة والعديدُ مِنَ الناس، وخاصّة شباب تونس، مُحْبَطون جَرّاء بُطْءِ وتيرةِ التغيير وَهُم يكتشفون الآن أنَّ الديمقراطيّة ليست كالعَدْوِ السريع بلْ هيَ أقربُ لسباقِ ماراطون. ففي الولايات المتّحدة مثلا، ما فَتِئْنا نَصُوغُ نظامَنا الديمقراطيّ لأكثر مِنْ .240 سنة

.وَلِكَيْ تحيا الديمقراطيّة  يجِبُ أنْ يزدهرَ الاقتصاد ولهذا تتعاضَدُ جهودُ الولايات المُتّحدة وتونس لبناء إقتصادٍ قويّ ولِضمان أنْ تكونَ القُوى العاملة التونسيّة مُستعدّةً للمُشاركةِ بشكلٍ كامل في السوق العالميّة للقرن الـحادي و العشرين.

لا يُمكنُ للديمقراطية أنْ تعيشَ إذا لم يَعِش الناسُ في أمانٍ. باردو…سوسة…بن قردان…لقد واجهت تونس تهديداتٍ خطيرةٍ على أمنِها واستجابت قُوّات الأمن ببَسالة. فَبَرْهَنَت للعالم أنَّ التونسيّين قادرونَ على الدّفاع عنْ ديمقراطيّتهم. إنّنا نقفُ جنبا إلى جنبٍ مع تونس لمساندتها في هذه المعركة. 

نحتفلُ هذا المساء باستقلال الولايات المتّحدة ونذْكرُ في الآن ذاتِهِ أنَّ تونس كانت مِنْ أوّل المعترفين باستقلالنا. وسنُطلِق يوم الجمعة احتفالاتٍ تمتدُّ سنةً كاملة بالذكرى الـستّين 60 لتأسيسِ السفارةِ الأمريكيّةِ بتونس. وتُذكِّرنا مثلُ هذهِ المناسبات بالطرقِ العديدة التي تشابكَ فيها تاريخ بلدينا وشعبينا على مرِّ السنين. ويَمُدّنا تاريخُنا المشترك هذا بأساسٍ متين لِنَبْنِيَ علَيْهِ مستقبلا مشتركا. 

شكرا لكم جميعا  على حضورِكم اليوم. أتمنّى لَكُم بقيّةَ أمسيةٍ طيّبة ورمضانكم مبروك. والسلام.