كلمة السفير روبنستين أمام رواد الأعمال الشباب خريجي برنامج التوظيف الممول من الولايات المتحدة

لقد قدّم البرنامج سِلْسِلة مُتكاملة منَ التدريبات الجَماعِيَّة لبناء القدرات في مَجال الأعمال، كما مَكّن الشباب مِن تدريبات فَرْدِيَّة تهدف إلى تطوير مُخطّطات أعمالهم وتحسين مهاراتهم المهنية وجلب التمويلات الضرورية لترى أفكارهم النُّور وتَتَحوّل إلى مشاريع على أرْضِ الواقع.
مِنَ الجدير بِالذِّكر أنّه تمّ، في ختام المشروع، اختيار 25 شابّا وشابّة للاستفادة من دَوَرات تدريب وتوجيه إضافية. وقد قام هذا الصباح سَعِيدُو الحظَّ هؤلاء بتقديم مشاريعهم أمام رجال أعمال، ومستثمرين، وممثلين عن البنوك لتسهيل حصولهم على فُرَص تمويل.
إنّ باعثي المشاريع الحاضرين معنا اليوم وغيرهم من شبان وشابات تونس يساهمون بدون أدنى شكّ في النمو الاقتصادي الشامل الذي يؤدّي إلى الازدهار وبالتالي إلى تحقيق الأمن والاستقرار.
أودُّ أنْ أتوقّف قليلا هنا وأذكر أنّ المسار نحو الديمقراطية طويل ومَحْفُوف بالتحدّيات والعراقيل. وقد يذهب البعض إلى القَوْل بأنّ الاقتصاد يَنْتَعِش وأنَّ الأمن يَسْتَتِبُّ في ظلّ حُكْم لاديمقراطي، ولكنّنا نَعْتقد اعتقادًا راسخًا أنّ الديمقراطية أفضل وسيلة لتحقيق الحرية والأمن والازدهار. لقد قطعت تونس أشواطا هامّة في هذا المسار بإجرائها لانتخابات شَهِد القَاصِي والدَّاني بنَزَاهَتِها وشفّافِيَّتِها. ولكنَّ مَسارَ تَرْسِيخ الديمقراطية والازدهار الاقتصادي لايزال طويلاً ووَعْرًا ويتطلّب طُولَ نفسٍ وتضافر الجهود داخليًّا وخارجيًّا.
كما قال أحمد شوقي وغنّت أم كلثوم:
ومَا نَيْل المَطالِب بِالتَّمنِّي ولكن تُؤخذ الدُّنيا غِلابَا
لقد وقفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الشعب التونسي خلال هذه الرحلة وكلّنا عَزْم على مواصلة هذا المشوار مَعِيًّا دعمًا لمبادِئ الديمقراطية، وتعزيزًا للمناخ الاقتصادي وتشجيعًا على الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة عِلاوةً على بَسْط الأمن والاستقرار اللذان نَجَحت في تحقيقِهِما تونس بشكلٍ كبير.
كما أسْلفت، تُواجه تونس كسَائِر الدِّيمقراطيات الناشئة العديد من التحدّيات التي يتطلّب التغلُّب عليها تَوْحيد الصُّفوف في مكافحة الفساد المُكَبِّل لنُمُوّ اقتصادِ أيّ بلد. لقد كانت تونس ولاتزال نموذجًا يُحتذى به بعد ماحققته من نجاحٍ بفضل الحوار والاحترام المُتَبَادل.
حتى لا أطيل عليكم، ونحن على أبواب شهرٍ فضيلٍ ومُبارك، شهر التسامح والتعاون، شهْر الجِدِّ والعمل، شهرٌ تُشَمَّر فيه السَّواعد وتُشحَذ فيه الهِمَم، أتمنّى لكم صيامًا مقبولاً.
شكرا لكم، بالتوفيق ورُمْضانكم مبروك.