
تعد زيارتي الى تونس الثانية منذ أن تبوأت منصب القائد الأعلى للقوات الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) سنة 2013 و قد شهدت تونس منذ آخر زيارة قمت بها تقدما ملحوظا على مستوى الانتقال الديمقراطي و العلاقة التي تجمع بلدينا. و بعد المصادقة على دستور تونس الديمقراطي الجديد في جانفي 2014، انعقد أول حوار استراتيجي تونسي أمريكي في شهر أفريل المنصرم في العاصمة واشنطن للتباحث حول قضايا ذات أهمية بالنسبة للبلدين من بينها تعزيز التعاون الثنائي العسكري و الأمني.
و تسمح لنا هذه الزيارة الى تونس، والتي تندرج في نطاق زيارة أوسع لعدد من بلدان شمال افريقيا، بمواصلة النقاشات التي بدأناها في واشنطن بينما نعمل مع المسؤولين التونسيين للتباحث حول مستقبل التعاون الثنائي بين البلدين ديدنا في ذلك دعم استقرار وأمن تونس بصفة خاصة والجهة والقارة الافريقية بصفة عامة. وقد كانت لي خلال الزيارة الأخيرة فرصة للالتقاء برئيس الوزراء مهدي جمعة.

تواجه كل من تونس والولايات المتحدة تهديدا مشتركا يشكله تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له التي تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها. وقد ظهر هذا الأمر جليا من خلال محاولات الإرهابيين الأخيرة لزعزعة التقدم الديمقراطي والاقتصادي في تونس. وباعتبار مواجهة تونس والولايات المتحدة لعدو مشترك، يجب علينا التعاون معا لمجابهة والقضاء على تهديد الإرهاب. كما نعتقد أن تعاوننا الثنائي يكتسي قيمة اذ سعدت بالفرصة التي سنحت لي خلال هذه الزيارة للالتقاء بالمسؤولين السياسيين والعسكريين حيث اطلعت على الجهود المستمرة التي يبذلونها في هذا الصدد وسبل التعاون بشكل أفضل لمواجهة هذا التهديد.
قدمت الولايات المتحدة منذ اندلاع الثورة في جانفي 2011 مساعدات الى الجيش التونسي تفوق قيمتها 100 مليون دولار مع حوالي 60 مليون دولاروقع اقتراحها للسنة المقبلة. وتوفر مساعداتنا حاليا في مجالات جديدة ذات أولوية على غرار التدريبات والمعدات بما في ذلك معدات مصممة لكشف ومكافحة العبوات الناسفة تقليدية الصنع و قوارب جديدة للقوات البحرية التونسية حتى يتسنى لها تمشيط الشريط الساحلي. بالاضافة الى ذلك، توفر مساعداتنا التدريبات المشتركة مع وحدات الجيش لمكافحة الارهاب وهي تدريبات تهدف الى المساعدة على تقديم الرعاية الطبية الطارئة للجنود الجرحى وتوفير امكانيات اضافية لتعزيز قدرة قوات الجيش على تنفيذ العمليات الليلية.
أعرف أنه ليس لنا متسع من الوقت الآن في هذا اللقاء لكنني أستطيع أن أجيب على بعض الأسئلة الوجيزة. شكرا لكم.