سفارة الولايات المتحدة تحتفل بعيد الاستقلال

كلمة القائمة بالأعمال ناتاشا فرانشيسكي بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي

السادة الوزراء والنوّاب الموقّرون، أصدقاءنا العاملين بالسلك الدبلوماسي، حضرات الضيوف الكرام، زملائي، ومواطني بلدي؛

مساء الخير!

أشكركم جميعًا على تفضّلكم بمشاركتنا الاحتفال بالذكرى 246 لانبعاث الولايات المتّحدة الأمريكية، ويشرّفني أن أرحّب بكم نيابة عن زملائي الأمريكيين والتونسيين والليبيين العاملين بالبعثة.

يسعدنا كثيرا أن نرحّب بضيفة الشرف، السيّدة سهام البوغديري نمصية وزيرة المالية، وبالمسؤولين الحكوميين المبجّلين الذين شرّفونا بحضورهم هذا المساء.

الأعياد الوطنية عرف سنويّ مهمّ في جميع أنحاء العالم لأنّها تسمح لنا بالتمهّل لإعمال الفكر في العلاقات التي تجمعنا والتأكيد من جديد على القيم التي نتقاسمها.

في هذا اليوم يحيي الأمريكيون ذكرى التصديق على إعلان استقلال الولايات المتّحدة عام 1776.

لقد أثّرت مُثُل الحرّية والمساواة والعدالة الواردة في إعلان الاستقلال على حركات التغيير الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، ولا تزال هذه المبادئ تحدّد هويّتنا الجمعية ولا تزال توجّهنا عند تشكيل تحالفاتِنا وشراكاتِنا.

لهذا السبب، تعتزّ الولايات المتّحدة بدعم تونس في مسار انتقالها إلى الديمقراطية وقد قدّمنا في هذا الإطار ومنذ سنة 2011 ما يناهز مليارَي دولار لدعم تطلّعات الشعب التونسي إلى أن يرى تونس بلدا ديمقراطيا مزدهرا آمنا يمنح الفرص لجميع مواطنيه.

قدِمت إلى تونس في شهر نوفمبر الماضي، فكان ممّا سرّني تجوالي في هذا البلد الجميل لأرى بأمّ عيني الشراكات التي أقامتها السفارة للمساعدة في بعث المؤسّسات الاقتصادية الصغرى.

تخلق برامج المساعدة الأمريكية الآلاف من مواطن الشغل وتدفع النموّ الاقتصادي في جميع أنحاء تونس. جمعتني لقاءات لا تُنسى بباعثي أعمال لا تحرّكهم رغبتهم في تحقيق النجاح الشخصي قدر ما يدفعهم توقهم لمستقبل أكثر ازدهارًا لمجتمعاتهم المحلّية ولبلدهم ككلّ.

نعتزّ كثيرا بأن غدت الولايات المتّحدة الوجهة الأولى لصادرات الصناعات التقليدية التونسية. فخورة كذلك بالعمل الذي نقوم به لخلق فرص سياحية جديدة تثمّن تراث تونس الطبيعي والثقافي والتاريخي الزاخر، هذا العمل الذي نرجو أن يكون من شأنه إعادة بناء قطاع السياحة الحيويّ.

تفخر الولايات المتّحدة بكونها أكبر جهة مانحة للقاحات  كوفيد 19 لتونس إذ قدّمت أكثر من 2.8 مليون جرعة منذ شهر جويلية 2021  ونحن ملتزمون بمساعدة الشعب التونسي على التصدي للتأثيرات الاقتصادية لحرب روسيا غير المبررة على أوكرانيا.

كما أنّ برامج التبادل التعليمية والثقافية والمهنية التي نرعاها متينة ومتنامية. فنحن نشهد تزايد أعداد الجامعات التونسية التي تقيم شراكات مع نظيراتها في أمريكا، فضلا عن التزام الآلاف من المهنيّين الشباب من الذين استفادوا من برامج التبادل إلى الولايات المتّحدة، التزامهم بالعودة إلى تونس والإسهام الإيجابي في مجتمعاتهم بتقديم معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم.

تعدّ تونس أيضًا شريكًا مهمّا للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفضل ما ندلّل به على ذلك، الدعم الذي تلقاه علاقاتنا الدبلوماسية مع ليبيا، فالسفير ريتشارد نورلاند وفريقه يعملون من هذا المجمّع ذاته. أغتنم هذه المناسبة لأشكر مضيفينا التونسيين على هذه الشراكة الجليلة.

ونحن نحتفل باستقلال الولايات المتّحدة، نتدبّر أكثر من 200 عام من الصداقة والشراكة مع تونس، تونس التي كانت من أولى الدول التي اعترفت بجمهوريتنا الفتيّة سنة 1796. التزام النهج الديمقراطي ليس بالأمر الهيّن، ولكن كما قال توماس باين، أحد الآباء المؤسّسين “على من يرجو جني نِعَم الحرّية، أن يكابد متاعب دعمها”.

في الختام، أودّ أن أعرب عن امتناني لمن تفضّل برعاية هذا الحفل وجعل منه، بعد انقطاع سنتين، حدثا مميّزًا للغاية.

كما أوجّه جزيل الشكر لكلّ ضيف من ضيوفنا كرّمنا بالمشاركة في حفل الذكرى 246 لاستقلال الولايات المتّحدة.

والآن يشرّفني ويسعدني أن أفسح المجال للسيّدة وزيرة المالية لتتفضّل بإلقاء كلمتها.

السيّدة الوزيرة، تفضّلي …