بيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن وفاة مادلين ك. أولبرايت

بيان صحفي

وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن

23 آذار/مارس، 20220

كانت مادلين أولبرايت دبلوماسية لامعة وقائدة ذات رؤية وكذلك رائدة شجاعة ومرشدة متفانية وشخصية عظيمة وطيبة أحبت الولايات المتحدة بعمق وكرست حياتها لخدمتها. كما كانت صديقة رائعة للعديدين، بمن فيهم أنا. وسأفتقدها كثيرا.

فبعد أن وصلت إلى هنا كلاجئة في سن الحادية عشرة، لم تنس أبدا الكرم الذي قدمته أمريكا لعائلتها عندما كانوا في أمس الحاجة إليه. وبعد أن رأت أمريكا في أفضل حالاتها، مضت من أجل أن نرقى إلى مستوى دورنا كمنارة أخلاقية ومدافعين عن الحرية. وبعد أن عانت بتجربة مباشرة من أهوال الحرب مباشرة، وذلك بالفرار من تشيكوسلوفاكيا بعد الغزو النازي، ثم الاختباء في الملاجئ عندما سقطت القنابل الألمانية على لندن، كانت تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن ترد بشدة على الطغاة والمستبدين. وقد أنشأت مجتمع الديمقراطيات، وهو تحالف من البلدان التي تدافع عن القيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم وبفضل جزء كبير منها، انضمت كل من بولندا والمجر وجمهورية التشيك إلى حلف شمال الأطلسي وكذلك دافعت الولايات المتحدة عن ذوي الأصل الألباني في كوسوفو ضد العدوان الصربي. ويوجد اليوم ساحة وشارع في كوسوفو يحملان اسم مادلين وكذلك يوجد لها تمثال في العاصمة.

وعندما تم ترشيحها لمنصب وزيرة الخارجية، أخذ البعض يسأل بصراحة عما إذا كانت المرأة يمكن أن تتعامل مع قادة العالم وسرعان ما بددت مادلين تلك الشكوك المضللة. فلم يكن ببساطة هناك شك في أنها، وفي أي غرفة، كانت صارمة مثل أي شخص، وغالبا ما كانت أكثر صرامة. ولكن الأمر لم يكن سهلا دائما. وقد وصفت دخولها أول اجتماع لها في مجلس الأمن الدولي بصفتها سفيرة الولايات المتحدة”: “15 مقعدا وفيه 14 رجلا جميعهم ينظرون إلي”. ولكن عندما رأيت اللوحة المكتوب عليها “الولايات المتحدة الأمريكية”، تلاشى التوتر العصبي: “فكرت، إذا لم أتحدث اليوم، فلن يُسمع صوت الولايات المتحدة. وعندما تحدثت أخيرا، كانت تلك المرة هي المرة الأولى التي أمثل فيها البلد الذي حصلت فيه على الجنسية، وهو المكان الذي أنتمي إليه”.

قامت مادلين بتوجيه جيل جديد من الدبلوماسيين وخبراء الأمن القومي. وأنا من بين العديدين الذين استفادوا من حكمتها وتشجيعها. وقامت في مسيرتها المهنية بعد وزارة الخارجية بتكريس نفسها للتدريس ومواصلة الاستثمار في دبلوماسيتنا وقادتنا المستقبليين.

وعندما سُئلت بعد مغادرتها لوزارة الخارجية عما إذا كانت تشعر بالارتياح لعدم تعاملها مع الأزمات في العالم، قالت ببساطة “افتقد ذلك العمل كل يوم”. لقد أحبت هذا البلد. وأحبت هذه الوزارة. ونحن بادرناها هذا الحب.

فشكرا لك شكرا جزيلا يا أول وزيرة خارجية.

يمكنك الاطلاع على المحتوى الأصلي من خلال الرابط أدناه