السفارة تحتفل بالذكرى 247 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية
كلمة السفير
مساء الخير وشكرا لكم جميعا على المشاركة في احتفالنا الليلة بالذكرى 247 لاستقلال الولايات المتحدة.
ليلة رائقة للاحتفال بذكرى ولادة بلدنا معكم أنتم – زملائنا وشركائنا وأصدقائنا!
· أود في البداية أن أوجه التحية والشكر:
للسيد نبيل عمار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج،
للسيدة سهام البوغديري، وزيرة المالية،
للسادة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية بتونس،
للسادة ممثلي المجتمع المدني التونسي.
للسادة ممثلي الصحافة ووسائل الإعلام التونسية والدولية.
ليلة في تونس، أنا متأكد أنكم تعرفون مقطوعة الجاز الشهيرة التي ألفها Dizzy Gillespie عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية.
في ذلك الوقت، حارب الجنود الأمريكيون – من السود والبيض، من اليهود والمسيحيين – حاربوا الجيش الألماني في تونس وفي أماكن أخرى من شمال إفريقيا – واحتفينا هذا العام بالذكرى الثمانين لانتصارهم على النازيين هنا في تونس.
لقد ضحى الآلاف منهم بأنفسهم، وَوُورِيَت جثامينهم التراب في المقبرة الأمريكية بقرطاج.
ولكن في ذلك الوقت، كان الجنود السود في الولايات المتحدة يعانون الفصل العنصري ولم يحظوا بنفس التكريم الذي حظي به زملاؤهم البيض في نهاية الحرب.
لقد حققنا تقدما كبيرا خلال العقود التي تلت ذلك في ضمان المزيد من الحقوق والحريات لجميع الأمريكيين، ولكن لا يزال أمامنا الكثير مما يجب القيام به؛
نحن نسعى الآن كأُمة واحدة وأكثر من ذي قبل لضم مواطنينا من جميع الديانات والتوجهات والأجناس والأصول القومية والأعراق كما نسعى لإشراكهم في تشكيل، ما نسميه في دستورنا، “اتحاد أكثر كمالا”.
ونسعى أيضا، وتجاربنا نُصْب أعيننا، لمساعدة دول أخرى، ومنها تونس، في مسارها الديمقراطي.
ما يميز حفلنا الليلة هو موسيقى الجاز.
ليس للجاز تعريف جيد شأْنه في ذلك شأْن أهم ما نعيشه في الحياة من حب أو صداقة مثلا.
لكنه بلا شك موسيقى أمريكية – بوتقة تنصهر فيها إيقاعات أفريقية وتناغم هارموني أوروبي وتراتيل رُوحانِيّة وأهازيج عمل وترنيمات كنسية؛
تلاق ثري من التأْثيرات الثقافية والأنماط والأنواع – أفريقية وأوروبية، ثم أمريكية لاتينية وعربية. تلاق متعدد الأعراق والثقافات – تماما كأمريكا نفسها.
والجاز أيضا شكل موسيقي ديمقراطي للغاية: فكل عازف يسهم بفقرة عزف منفرد، للتعبير عن ذاته. ولا يجب أن ننسى أن للجاز دور رئيسي في تقويضِ الفصل العنصري والتصورات النمطية في الولايات المتحدة.
فقبل سن التشريعات المناهضة للتمييز بزمن طويل، بادرت الإذاعات إلى بث موسيقى الجاز للمستمعين – البيض والسود، وانطلق الموسيقيون في العزف معا غير مبالين باختلاف أَعراقهم.
لموسيقى الجاز قدرة مذهلة على التكيف والتأقلم والتواصل مع الثقافات والأنماط والأنواع المختلفة.
وهذا ما يفسر رواجها في جميع أنحاء العالم، وبالطبع هنا في تونس.
إنها مكون من المشهد الثقافي المحلي وأنا سعيد لأن فرقة إيمان الخياطي معنا اليوم لتقديم موسيقى الجاز التونسية.
أوكرانيا بقعة أخرى من بقاع هذا العالم يحتفي فيها أهلها بموسيقى الجاز.
نلتقي اليوم للاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي، ولكن يجب أن يظل الشعب الأوكراني في قلوبنا، وهو يواصل النضال بشجاعة من أجل استقلاله، الذي يتهدده الغزو الروسي الغاشم.
لقد ألهمتني قصة الزوجين الأوكرانيين، Julia وYaroslav، اللذان قررا، ومدينتهما أوديسا تحت القصف، إبقاء نادي الجاز الذي يقومان عليه مفتوحا، لتقديم لحظات موسيقية عابرة من الفرح والسلام خلال أحلك الأيام.
كما يقول عازف الجاز والملحن Thelonious Monk ، “الجاز هو الحرية”، ولا يمكنني التفكير في مكان أفضل من أوكرانيا لعزفه.
يشرفنا أن يكون معنا هذا المساء السفير الأوكراني في تونس Khomanets وأعضاء آخرين من البعثة الأوكرانية.
أمريكا، مثل موسيقى الجاز، لا يمكن تصورها بدون التنوع. فالتعدد يعرف كنهها ويحدد طبيعتها.
أرى أن التنوع جوهر تونس أيضا. ينعكس ذلك في اللغة التي تتحدثون وفي التنوع المذهل الذي يميز أسماءكم وأزياءكم وتقاليدكم.
كانت تونس ولا تزال منذ العصور القديمة بوتقة انصهر فيها من أتاها مسالما أو غير ذلك، مكانا للتسامح الديني والانفتاح.
مع احتفالنا بعيد الاستقلال، أود أن أذكر أن الولايات المتحدة كانت أول قوة عظمى تعترف باستقلال تونس عام 1956، وأن علاقاتنا تعود إلى عام 1799 عندما أبرمنا أول اتفاقية صداقة وتجارة بين بلدينا.
علاقاتنا وثيقة اليوم وستظل كذلك في قادم الأيام.
اسمحوا لي بتقديم جزيل الشكر لرعاة هذا الحفل، لأفراد مشاة البحرية، ولجميع زملائنا في البعثة إلى تونس والبعثة إلى ليبيا الذين أحسنوا تنظيمه.
والآن مزيد من البهجة والحيوية ودعونا نستمتع بالحفل.
أو كما يقول مغني الجاز:It Don’t Mean a Thing If It Ain’t Got That Swing.