تستعرض مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف زيارتها إلى تونس وإسرائيل والضفة الغربية والأردن والعراق مؤخرا، بما في ذلك الاجتماعات والمناقشات بشأن أولوياتنا المشتركة مع المسؤولين الحكوميين وأفراد من المجتمع المدني ورواد أعمال وآخرين.
مدير الحوار: مرحبا بالجميع من المكتب الإعلامي الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين معنا الذين اتصلوا من الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الإيجاز الصحفي المسجل مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف التي تستعرض زيارتها إلى تونس وإسرائيل والضفة الغربية والأردن والعراق مؤخرا، بما في ذلك الاجتماعات والمناقشات بشأن أولوياتنا المشتركة مع المسؤولين الحكوميين وأفراد من المجتمع المدني ورواد أعمال وآخرين. وتجيب مساعدة الوزير ليف بعد ذلك على أسئلة الصحفيين المشاركين.
أترك الكلام الآن لمساعدة الوزير ليف لتلقي تصريحاتها الافتتاحية. الكلام لك يا سيدتي.
السفيرة ليف: شكرا يا سام. طاب يومكم جميعا. يسرني التمتع بفرصة التحدث معكم اليوم. وعلى غرار ما قاله سام، أريد أن أستعرض بشكل موجز رحلتي إلى المنطقة مؤخرا، والتي كانت أول رحلة إقليمية لي تغطي عدة دول في آن معا منذ أن استلمت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في أوائل شهر حزيران/يونيو.
استمرت زيارتي إلى المنطقة من 29 اوت حتى 9 سبتمبر وقد أتاحت لي تعزيز الكثير من المسائل عينها التي شدد عليها الرئيس بايدن خلال رحلته إلى الشرق الأوسط في تموز/يوليو، فشددت مثلا على أن الإدارة تطبق إطار عمل إيجابي للمشاركة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتضمن ذلك التخفيف من تصعيد النزاعات وتعزيز شراكاتنا من أجل الأمن الإقليمي وتعزيز التكامل الإقليمي نحو معالجة المشاكل والقضايا ذات الطبيعة الدولية والإقليمية.
التقيت خلال المحطة الأولى من رحلتي في تونس بالرئيس التونسي قيس سعيد ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية وخبراء تونسيين بارزين وصحفيين وممثلين عن المجتمع المدني للاستماع إلى مجموعة من الآراء بشأن التحديات السياسية والاقتصادية الجدية التي تواجه البلاد. وشددت على الدعم الأمريكي للشعب التونسي والتزامنا بالشراكة طويلة الأمد مع تونس، فهذه الشراكة تكون أقوى عندما تتجذر في التزام مشترك بالمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وناقشت في تونس أهمية عملية إصلاح سياسي شاملة وشفافة تمثل مختلف الأصوات التونسية وتحمي حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير.
يتخبط التونسيون وسط مجموعة من الصدمات الاقتصادية، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الناتج عن الحرب الروسية في أوكرانيا، لذا شددت أيضا على أهمية المضي قدما في مفاوضات البلاد مع صندوق النقد الدولي بسرعة وإجراء إصلاحات اقتصادية حاسمة وذات مغزى لوضع حد للأزمة الاقتصادية المستمرة. وستساعد هذه الحزمة في توفير أساس مالي أكثر متانة لتونس ومعالجة المشاكل الهيكلية الرئيسية التي تعرقل الاقتصاد.
مدير الحوار: شكرا يا مساعدة الوزير ليف. يأتينا السؤال التالي ممن ينتظرون على الخط لطرح سؤال وهو من هبة نصر من قناة الشرق. الرجاء فتح الخط يا مشغل الهاتف.
مشغل الهاتف: تفضلي يا هبة.
السؤال: صباح الخير يا سعادة السفيرة. شكرا يا سام. أعلم أنكم طلبتم منا الالتزام بالموضوع ولكن لدي سؤالان. أولا فيما يتعلق بتونس، لقد التقيت بالرئيس ومسؤولين كثيرين آخرين. ما كان شعورك؟ هل تشعرون بالقلق إزاء – تتواجد تونس في نقطة تماثل التي انطلق الربيع العربي منها، وبات الجميع يشعر بالقلق الآن. ما الرسالة التي نقلتها إليهم وهل تنتابكم مخاوف بشأن إمكانية تدهور الأمور أو تحسنها بالنظر إلى الوضع الاقتصادي؟
السفيرة ليف: شكرا جزيلا على السؤالين يا هبة.
أما فيما يتعلق بتونس، يثير الوضع الاقتصادي قلقنا إلى حد بعيد وأعتقد أنه يشكل مصدر قلق لكثير من التونسيين كما سمعت طوال زيارتي إلى البلاد. وقد أعرب لي ممثلون عن المجتمع المدني والخبراء الاقتصاديون والصحفيون عن قلقهم المتزايد بشأن الظروف الاقتصادية في تونس. بعض من هذه الصدمات هي صدمات تعرض لها عدد كبير من الاقتصادات حول العالم من نوعين أساسيين من الصدمات، أولهما الوباء إذ لا تزال عدة دول في مختلف أنحاء العالم تكافح للتغلب على آثار الوباء وتأثيره على الاقتصادات وبخاصة الشبيهة باقتصاد تونس والتي كانت تعتمد بشكل كبير على السياحة كجزء من محركها الاقتصادي. والنوع الثاني هو التضخم أو الصدمات التضخمية وصدمات الوقود وصدمات انعدام الأمن الغذائي الناجمة عن حرب روسيا الرهيبة على أوكرانيا.
إذا هذه أحداث غير متوقعة ومفاجأة تسببت بترنح الاقتصاد التونسي واقتصادات عدة دول في المنطقة وعلى مستوى العالم. ولكن ثمة مشاكل هيكلية أساسية مع الركود الاقتصادي في تونس وأزمة البلاد المالية التي تلوح في الأفق، وهي برأينا أزمة يمكن ويجب معالجتها من خلال آلية مماثلة لمفاوضات صندوق النقد الدولي. كنت صادقة جدا مع القادة التونسيين بشأن أننا نعتبر التحرك بسرعة نحو إنهاء تلك المفاوضات أمرا رائعا وأعتقد بناء على الإيجازات التي تلقيتها حول الخطوط العريضة العامة للحزمة مع الصندوق أن ذلك سيساعد تونس كثيرا على التعامل مع القضايا التي عانى منها الاقتصاد لسنوات.
إذا نعم، نحن نشعر بالقلق. ثمة أدوات متاحة لمعالجة هذه المسألة ونعتقد أنه من المهم بمكان أن تتحرك القيادة التونسية بسرعة في هذا الصدد للتوصل إلى حل.
السؤال: صباح الخير. شكرا على إتاحة هذه الفرصة لي يا سام. سؤالي هو عما حصل بعد مناقشاتك مع الرئيس التونسي قيس سعيد. ما الذي تستطيع الولايات المتحدة القيام به للدفع قدما بالعملية الديمقراطية في تونس؟ شكرا.
السفيرة ليف: شكرا يا أحمد. إن مسألة دعم نمو الفضاء الديمقراطي وتعزيزه في دولة مثل تونس هي عملية مستمرة، والأمر كذلك منذ الثورة التونسية. لقد خصصت الولايات المتحدة مع مرور الوقت الكثير من الأموال والتدريب والدعم لبرامجها وأنشطتها في تونس لدعم الأصوات التونسية، على غرار المجتمع المدني والصحفيين والمدافعين عن الديمقراطية وما إلى هنالك. لا شك في أننا سنقوم بانتقاد تونس متى يكون ثمة حاجة إلى ذلك بصفتنا حكومة شريكة وحكومة صديقة وصديق لتونس. لقد كنت صريحة في نقاشي مع الرئيس سعيد وهو أيضا كان صريحا في حديثنا عن المسار السياسي الحالي في تونس. هذا موضوع يهمنا. نريد أن نرى تونس تعود بشكل مباشر إلى المسار الديمقراطي مع مؤسسات ديمقراطية تعمل بكامل طاقتها، فهذه المؤسسات مهمة جدا لتطوير الديمقراطية في أي بلد. ولكننا نريد دعم التونسيين لتلبية هذه المطالب، وكان ذلك الموضوع جزءا لا يتجزأ مما قمت به خلال زيارتي.